كلمني عربي

يوافق اليوم يوم اللّغة العربيَة العالمي، وأجدها فرصة للكتابة عن الهُويّة العربيّة، وأقصد بها هُويتنا وليست هَويتنا، لأن المقصود بالأولى حقيقة الشيء أو ما تميز به الشخص عن غيره مأخوذة من الضمير (هُو)، وليس الهَويّة التي تعني البئر بعيدة القرار .
الهُويَة التي بدأت تختفي وينسلخ منها البعض، وكأنها عار أو علامة تأخر، يسمون الأشياء بغير اسمها العربي وهم عرب، يتبادلون التحايا والتعليقات وينتهي حديثهم
ب Ok بدلا من تمام أو بإذن الله أو تم، والمجال ليس لحصر الألفاظ الأجنبيَة التي تزاحم لغتنا العربيّة ولكن لذكر مثال على أبسط وأكثر كلمة متداولة بيننا.
ليس تطورا ولا تحضرا هو طغيان لغة أخرى على لغتك أيها العربي، كثير من الكلمات فُقدت وحل مكانها لفظ أعجمي، وسرى هذا سريان النار في الهشيم، نسمع في البيت والمقهى وحتى في المكتبة ألفاظا كثيرة تخص حياتنا ولكنها ليست لنا بحجة أنها أسرع نطقا وأخف ثقلا، والأدهى أن تكون كلمات مبتورة لا تنتمي لأي لغة، رموز وحروف سريعة نتبادل بها التحايا والمناسبات.
إنّ المهارة في لغة غير اللغة العربيّة وإتقانها أمر لايختلف عليه اثنان حين تستخدم في مجالها، وفي موضعها الذي تعلمتها لأجلهِ، كنز ثمين للدراسة خارجا و الابتعاث والحوار مع غير العرب للوصول لنقاط التقاء وفهم وخاصة ألاَ أحد يتقن العربية كما نتحدث بها نحن هي لغتنا وهويتنا .
أعتزُ بلغتي وافتخرً بها واستعمل مفرداتها الغزيرة والكثيرة هي ليست عاجزة ولا عقيمة، لفظ واحد ويشتق منه كلمات، فلما أتحدثُ بغير العربية في مجتمعي و في وطني عند أهلي .
الحمد لله أنها مازالت قائمة واثقة وقادرة بفضل الله عز وجل حيث تكفَل بحفظها وهي لغة القرآن الكريم .
اعلم عزيزي أنَ اللغات تموت كما يموت الإنسان وذلك باختفاء مفرداتها وتأكد أن العربيّة التي لا تموت حتى تقوم الساعة .
أنا لا أحارب اللغات، فاللغة الإنجليزية هي لغة العلم والتواصل والإنطلاق في عالمنا الجديد لغة التكنولوجيا والبحث، ودخلت مناهج التعليم و اللغة الصينية وصلت مدارسنا ويدل ذلك على قدرة مملكتنا للتعايش مع العالم. نطقا وكتابة وتجدد وتطور، ولكن المشكلة في تلك الكلمات التي تتسلل الحديث والسؤال والاطمئنان ولا مجال لها فكلماتنا غنيّة عن هذا المزج الغريب، والمضحك أن أصحاب اللغات الأجنبيّة لا يزاحمون حديثهم بمفرداتنا ولا يحرصون على تعلمها، و لدى بعضهم مهارة في الحديث بها تعلما أو تبعا لوجودهم في بلادنا العربيّة ، نراهم يتباهون بذلك أمامنا ونحن نبحث عن الجديد الذي ندسه بين كلماتنا، لنبتعد عن التقليد في تكرار كلمات ليست منّا ولا تمثل هُويتنا، لندرس ما أمكن من لغات العالم المختلفة ونتحدثُ بها في مكانها وبين أهلها حتى يمكن التعلم والتعايش والتواصل والتنافس
يا أيها العربي لا تفقد هُويّتك فتكون هَويّتك .
نعيمة البدراني
كاتبة رأي
الضمير
مبدعة أستاذة نعيمة👏👏
أسعدني مرورك أ. ابتسام 🌹
*فلمَ