كسر لا يرى ووجع لا ينسى

ليست حجارة بل زجاج هش جميل المظهر لامع في ضوء العاطفة لكنه سريع الكسر عند أول لامبالاة قد نظن أن القلوب تتحمّل لكنها تخفي شقوقاً صغيرة تتسع كلما تكرر الإهمال. وما يُكسر لا يعود كما كان. تُرمم القلوب نعم لكنها تحتفظ بالندوب تماماً كما يحتفظ الزجاج المكسور ببصمات انكساره حتى بعد إصلاحه.

لا دماء تُرى ولا عظام تُجبَر بل وجع خافت يسكن النظرات وثقل في الصدر لا يُحكى. الوجع النفسي لا يُقاس لكنه حقيقي يسكن في التفاصيل الصغيرة في الرسائل التي لا تُقرأ في اللقاءات المؤجلة في الكلمات التي لم تُقال. أصبح كسر القلوب سهلاً في زمن العلاقات السريعة والمشاعر المؤقتة. وكم من قلبٍ كُسر لأنه منح الثقة في زمنٍ يهرب فيه الناس من الالتزام.

رفقاً بالقلوب… فكل إنسان يحمل في داخله قصة لا تعرفها ووجعاً لا تراه. كن حنوناً بكلماتك صادقاً في وعودك واضحاً في مشاعرك. ولا تزرع الأمل في أرضٍ

لا تستطيع سقيها. ليس بالضرورة أن تكون ظالماً حتى تُؤذي يكفي أن تكون غير مبالٍ.

احفظ قلب من وثق بك لا لأنه بلا حيلة بل لأنه اختارك بمشاعره الصافية. لا تكسر قلباً رآك ملاذاً ولا تخذل من جعلك أمانه. فالقلوب لا تنسى من أوجعها حتى وإن سامحت. كن ممن يُرممون لا يُحطمون ممن يُضيئون لا يُطفئون فالعالم فيه ما يكفي من القسوة ولا يحتاج قسوة جديدة على هيئة إنسان