الإعلام المزيف

سمير الفرشوطي
الإعلام المزيف
نواجه ظاهرة مقلقة تتمثل في انتشار ما يمكن تسميته بـ “الإعلاميين المزيفين”. هؤلاء الأفراد يتفاخرون بألقاب إعلامية دون امتلاك المهارات أو الخبرات اللازمة، مما يثير تساؤلات جادة حول مصداقية الإعلام ومستقبل الصحافة الحقيقية.
الاستعراض الزائف للهوية الإعلامية
بطاقات الهوية كأداة للتباهي
يحمل البعض بطاقات إعلامية ويستعرضونها كدليل على مهنيتهم.
غالباً ما يفتقرون إلى المهارات الأساسية في الكتابة الصحفية أو التصوير.
غياب الكفاءة المهنية
عدم القدرة على الإنتاج: هؤلاء “الإعلاميون” غالباً ما يفتقرون إلى القدرة على الكتابة للصحف أو إنتاج محتوى إعلامي ذي قيمة.
الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي: بدلاً من نشر أعمالهم في المنصات الإعلامية التقليدية، يكتفون بإعلان هويتهم الإعلامية المزعومة على مواقع التواصل الاجتماعي.
أين اختفى الإعلام الحقيقي؟
تراجع كتّاب الرأي
نشهد غياباً ملحوظاً لكتّاب الرأي الذين كانوا يثرون الساحة الإعلامية بتحليلاتهم العميقة.
أزمة المصداقية
تواجه الصحف تحدياً كبيراً في الحفاظ على مصداقيتها وسط هذا الكم الهائل من المعلومات المضللة.
تحول الكتّاب إلى منصات التواصل الاجتماعي
حتى الكتّاب المعروفون أصبحوا يفضلون النشر على منصات التواصل الاجتماعي بدلاً من الصحف التقليدية، مما يؤثر سلباً على جودة المحتوى الإعلامي.
الحل: العودة إلى أساسيات الصحافة
التعلم المستمر: على الراغبين في دخول عالم الإعلام السعي الجاد لتعلم أساسيات المهنة وتطوير مهاراتهم باستمرار.
تعزيز المصداقية: يجب على المؤسسات الإعلامية تبني معايير صارمة لضمان جودة المحتوى ومصداقية من ينتسبون إليها.
إعادة الاعتبار للصحافة التقليدية: ضرورة إحياء دور الصحف كمنصات للرأي الرصين والتحليل العميق.
محاربة الإعلام المزيف: تفعيل آليات لكشف وردع من يدّعون الانتماء للمهنة دون امتلاك مؤهلاتها.
الخاتمه
إن مواجهة ظاهرة “الإعلاميين المزيفين” تتطلب جهداً جماعياً من المؤسسات الإعلامية، الصحفيين الحقيقيين، والجمهور على حد سواء. يجب إعادة تعريف معايير المهنية الإعلامية وترسيخها، مع التركيز على القيم الأساسية للصحافة: الدقة، المصداقية، والموضوعية. فقط بهذه الطريقة يمكننا استعادة ثقة الجمهور في الإعلام وضمان استمرار دوره الحيوي في المجتمع.
كاتب رأي وإعلامي