كُتاب الرأي

قوة التغيير

د. سالم بن رزيق بن عوض

 

قوة التغيير

طبيعة  النفوس البشرية السليمة  أنها  تؤمن بمعتقداتها ومبادئها وخبراتها وتجاربها  !  وتميل عادة  إلى مقاومة الجديد  !  ودفعه عنها  بعيداً هنا  أو  هناك  !  والدخول في سجال كبير بين أنصار  من  يقولون:   نعم   للتغيير !    وأنصار   من  يقولون :  لا ؟!
 ومن يرفع عقيرته قائلاً   :  إننا  بهذا  نجرب المجرب! !  ونكتشف المكشوف بيننا ؟ وإنكم أيضاً  تعيدون علك العلك ؟! وتعيدون  كذلك ابتكار العجلة ! وطحن   الطحين !!.
والنفوس البشرية من طبيعتها المقاومة  ،  والصد  وعدم  الرغبة !   واختراع  وابتكار الأعذار حرصاً  منها  إلى عدم  التطبيق والتنفيذ !   والسعي  في سبيل إيقاف العمل  والخدمات والتجارب والخبرات الجديدة المؤثرة في ميادين  العمل الحقيقي الدؤوب !
وبذل الغالي والنفيس في سبيل الإيقاف والتوقف الحالي أو في المستقبل القادم ! !
الأصل في معنى التغيير هو الإنتقال من حالة واقعية  للحياة المألوفة  اليومية الممارسة الآن  !  إلى حالة منشودة في المستقبل الواعد !  لتحقيق عدد من الأهداف والمقاصد السامية والعالية الجميلة والمفيدة للنفوس فيما يظنه القائم على ذلك في البيت والأسرة والمجتمع  ! والذي  سوف  تعود عليه  الفائدة  والنفع  والتقدم  والخير  والبركة  !
فالتغيير حقيقة ليس  للتغيير  ؛  وإنما لرفع الكفاءات والتطوير الوظيفي  ،  والمواكبة والمؤائمة مع المتغيرات الجديدة ،    في البيت والأسرة والعمل ؛ فكلما كانت هناك الدواعي والأسباب الملحّة للتطوير والتغيير  كان لزاماً على القائمين على المؤسسات تبني التغيير والتطوير والذي سوف يعود بالنفع  والخير على جميع أفراد المجتمع .
وكما قدمنا فإنّ للتغيير  موانع ومقاومات كثيرة وكبيرة من أهم هذه الموانع :
أولاً : العادة والإلف على طريقة الحياة وأسلوب العمل والذي يسمى دائرة الراحة النفسية والهدوء والسلامة والسكينة التي يصل إليها الإنسان ،  وهذا  من  أقوى  الموانع  المقاومة  للتغيير  والتطوير والتحسين المستمر   على مرور   التأريخ البشري  ، وهو  المحطم  للنفوس ، والمدمر   للطاقات والقدرات والملكات والمواهب.
ثانياً: الخوف الشديد  من  قرار   التطوير والتغيير لكونه مجهول العواقب وغير معروف النتائج والذي نعرفه خير ممن  لا نعرفه  كما  يقول عوام الناس ! .
ثالثاً: تبني  الإحباط من كل جديد وكل طريقة أو أسلوب قادم ؛ فالإنطباع الأول عن مشاريع وبرامج التغيير هو الإحباط وعدم  التفاؤل والأمل والإيجابية.
رابعاً: غياب النماذج الناجحة والمميزة عن الواقع المشاهد ؛ فالذي لا يرى  الناجحين ولم يشاركهم الفرحة الكبيرة بالتفوق والنجاح  لا يتحمس للتغيير .
خامساً: الرضا التام  بما حققه من إنجازات وإبداعات وأعمال  فهو حقيقة  لا  يريد الزيادة ولا التميز . ولا يريد  إلا  العيش في مناطق الراحة فقط .
سادساً: أثر الأصدقاء والأصحاب الذين يحاربون التغيير ويقبلون الحياة كما هي دون تغيير   رغم أثرها  عليهم ويرضون  بالقليل واليسير ولسان حالهم  يقول العبارة الشهيرة :  الله  لا  يغير  علينا   يارب !!
بينما طريق التغيير    هو  طريق  سهل  يسير  ويبدأ    ب:
أولاً: ملء القلوب والنفوس بالله تعالى حباً وإحساناً وعملاً صالحاً.
ثانياً: الإيمان بأن القادم  دائماً  أفضل وأحسن في الفرص الوظيفية والرواتب المرتفعة والأمن والأمان والاستقرار والسعة والهدوء والسلامة والعافية والسكينة.
ثالثاً: العمل على خطة عمل مدروسة تأخذ بالتدرج والترتيب والبداية بالأهم فالمهم.
رابعاً: المراجعة المستمرة والتقويم المستمرة لخطط العمل والسماع من الفريق التوجيهات والتوصيات.
خامساً: خوض التجارب والخبرات الجديدة ودخول بعض المغامرات المدروسة سوف تكسب الإنسان  المعارف والمعلومات والمهارات والملكات وتصنع منه إنسانا جديداً..
سادساً: الإطلاع على التجارب العملية التطبيقية الناجحة في مجالات الإهتمام والاستفادة منها  قد  المستطاع.
سابعاً : توفير كل مقومات و أسباب ووسائل نجاح التغيير من الموارد المادية والمعنوية الزمانية والمكانية.
ثامناً: تشكيل فريق التغيير الذي يقوم بالدعم والمساندة والمساعدة للمستهدفين بالتغيير .
تاسعاً: الحزم في مراحل الحزم والمرونة واللين لمن يستحق  ذلك ، حتى يمضي المشروع داخل البيت والأسرة الكريمة.
عاشراً: حسن الظن برب العالمين ؛ الذي فلق الحبة وبرأ النسمة وخلق الخلق وجعل الجديد الجميل المفيد من الحياة الدنيا .والدعاء والتضرع والإخلاص والعون والتوفيق والسداد.

مصلح ومستشار أسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى