رسالة إلى من لم يأتِ بعد

رسالة إلى من لم يأتِ بعد
صباح العمري
أكتب لكَ هذهِ الرسالة، لا أدري إن كنتَ حقيقة أم فكرة، لا أدري إن كنتَ ستمُرُ في حياتي مرور الكرام أم ستقيمُ فيها كوطنٍ، لكني أُصدّقُ أنك موجود. أكتبُ لكَ من غابةٍ صنوبريّة من الأشواق التي تُورقُ كل يومٍ ولا تُثمر، من ضفةِ بحيرةٍ في روحي لا تعرفُ السكون.
أكتبُ لكَ في زمنِ السرعة، زمنِ الرسائل القصيرة والحُبّ السريع، لأقول لكَ إنني أنتظركَ منذُ زمن؛ أنتظركَ في فنجانِ قهوةٍ بارد، في أغنيةٍ قديمة، في لُعبةِ ظلٍ على الحائط.
أنتظركَ لتُحرّرني من قفصِ الوحشة الذي أعيشُ فيه، لأُعطيكَ مفاتيحَ مدني المُهجّرة وأنهارَ أحزاني المخبّأة.
لا أُريدُكَ بطلاً، ولا أُريدُكَ فارسًا على حصانٍ أبيض، بل أُريدُكَ رفيق درب، يخطئ ويُحبّ، يعرفُ كيف يقرأُ عينيّ قبل أن يقرأَ حروفي!
أُريدُكَ صديقًا، وشريكًا، وملاذًا. أُريدُكَ أنتَ، أنتَ فقط، بكلّ ما فيكَ من ضجيجٍ وصمتٍ.
لا تأتِ الآن، لا تأتِ في عزّ ضعفي، ولا تأتِ في عزّ قوتي، بل أرجوكَ أن تأتِ في الوقت المناسب، وحين تكونُ أنتَ جاهزًا لاحتوائي.
إلى حينِ لقائنا..
امرأةٌ تنتظركَ خلفَ غيمة من الحنين.
كاتبة رأي