كُتاب الرأي

قصصنا مع الجن

 

‎منذ طفولتنا، كنا نسمع العديد من القصص عن الجن، تلك الكائنات الغامضة التي تثير الرعب في قلوبنا. كانت هذه القصص تتنوع بين الحكايات الشعبية والأساطير التي تتناقلها الأجيال، مما جعلنا نخاف من الظلام والأماكن المهجورة. كان البعض منا يعتقد أن بعض الحيوانات التي نراها هي في الحقيقة جن متحولين، مما زاد من حدة الخوف والرعب في حياتنا.

‎قصة حقيقية

‎أحد القصص التي حدثت لي شخصياً كانت في ليلة مظلمة عندما كنت أتمشى في المزارع. توقفت سيارتي فجأة ولم أستطع تشغيلها. كنت بحاجة إلى شخص ليساعدني في دفع السيارة لكي تعمل مجدداً. فجأة، ظهر رجل من الظلام وسألني عما أفعله في هذا المكان. طلبت منه مساعدتي في دفع السيارة، فوافق وقال لي أن أركب السيارة بينما هو يدفعها.

‎ركبت السيارة وشعرت بقوة غريبة تدفع السيارة بقوة غير طبيعية. بدأ الرجل يقول لي “انكش”، وعندما فعلت ذلك، اشتغلت السيارة. التفت لأشكره، لكنني لم أجده. دب الرعب في قلبي وبدأت أبحث عن شريط قرآن في السيارة لأهدئ نفسي، لكنني لم أجد سوى أشرطة الأغاني. بدأت أتصبب عرقاً من الخوف وقرأت سورة المعوذات

‎. بعد هذه الحادثة، أيقنت بوجود الجن والشياطين.

‎الجن في القرآن

‎يعتقد الكثير من الناس بوجود الجن، فهم يروننا ولا نستطيع رؤيتهم. وهذه الحقيقة مذكورة في القرآن الكريم. يقول الله تعالى في سورة الأعراف:

‎﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ٢٧﴾ [الأعراف:27]

‎وفي سورة الذاريات، يقول الله تعالى:

‎﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦﴾ [الذاريات:56]

‎تظل قصص الجن جزءاً من تراثنا الثقافي والديني، تثير الفضول والخوف في آن واحد. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع رؤيتهم، إلا أن تأثيرهم على حياتنا يبقى موضوعاً مثيراً للنقاش والتأمل.

 

سمير منصور الفرشوطي

سمير منصور الفرشوطي

كاتب رأي وإعلامي.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى