كُتاب الرأي

( قاليباف ولبنان)

محمد سعد الربيعي

( قاليباف ولبنان)

لم يمضي على زيارته للبنان أقل أو أكثر قليلاً من اسبوع ، أنه رئيس مجلس الشورى الايراني ، محمد باقر قاليباف ، والذي زار لبنان ، وقابل رئيس الحكومة اللبناني المؤقت ميقاتي منذ اسبوع مضى تقريبا ، وتباحث مع ( ميقاتي ) بشأن مايتعلق بحزب ايران في لبنان ! وزار بعض المواقع المستهدفة ، وقيل أنه أخذ معه وفيق صفا ، وعاد به الى ايران لعلاجه هناك.
اليوم أُعلن في بعض الصحف العالمية ، ومن خلال مقابلة مع قاليباف أن لديه الاستعداد بالتباحث مع الجانب الامريكي أو الاسرائيلي لوقف الحرب في لبنان !
لم تسكت الحكومة المؤقتة في لبنان ، رغم ضعفها وخنوعها وخشيتها من مابقي من الحزب ، الا أنها رفضت باستحياء هذا التدخل ! وذكرت بأنه تدخل سافر في الشأن السياسي اللبناني !؟ .
ماذكره قاليباف ، وما أشار له من استعداد ، لايخرج عن كونه أن ايران ترى نفسها هي المتصرفة في لبنان ، وأن ماقيل على لسان رئيس مجلس شوراها هو الرأي أو القول السياسي السائد ايرانياً! .
ايران ترى نفسها الان متورطة مع اسرائيل ، وتبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها ، ولعل أقله إيقاف المواجهة في الجنوب اللبناني ، وتقبل الضربة الاسرائيلية على بعض المنشآت الايرانية ، المتفق على استهدافها امريكياً واسرائيلياً .
ماحدث يوم الأمس في غزة من إغتيال يحي السنوار هي نشوة نصر لنتنياهو ، ولاسرائيل معاً ، وحرب غزة قد تختلف بهلاك السنوار ، وخاصة عند وجود من يمثل الحركة ( حماس ) ويملك قدرة في تصور الوضع ، واين سيذهب في حالة استمرار نهج السنوار ، وبالتالي حتمية هلاك كل من ينتمي لهذه الحركة ، ومعها الآف من الأبرياء ، خلاف تدمير مابقي من غزة، ! وبالتالي لابد لمن سيخلف السنوار أن يوقف عجلة الموت ، ويذهب لطاولة المفاوضات مع اسرائيل ، ويخرج من عباءة ملالي ايران ، واسرائيل من جانبها يجب أن توقف الحرب في هذه الحالة.
وعوداً على بدء ، وعند الاتفاق مع بقية حماس ، أو عدمه فإن اسرائيل لن تستمع ل قاليباف ، وستستمر في تدمير كل لبنان ، إن لم يخرج حزب ايران من الجنوب ، وخاصة في ظل الخسائر التي منيت أو مني به الجيش الاسرائيلي ، الذي لن يفرط إطلاقاً في خسارته تلك ، مالم يحصل على مكاسب لقاء ذلك .
من يتابع مجريات هذه الحرب التي وقعت في غزة ، ولبنان ، يجد أن الأصابع الايرانية هي التي نسجتها ، وورطت حماس ، وكانت بمثابة نافخة الكير فيها ، حيث سقطت حماس ، واُغتيل قياداتها ، وُدمرت غزة ، وأتت ايران على لبنان ، ودارة الدائرة على حزبها هناك ، وهُلكت قياداته ، وُدمر جنوب لبنان ، ولازال الحبل على الجرار.
ايران لن تخرج من لبنان ، وبمنظورها ستقاتل حتى آخر عنصر في حزبها في لبنان ، وهي لاتبحث عن نصر على اسرائيل ، لأنها لاتستطيع تحقيق ذلك ، ومن يذهب في هذا الاتجاه فهو مخطئ!؟ وإنما هدف ايران ، هو نقل معاركها مع اسرائيل ، لخارج الاراضي الايرانية ، وهي ترى أن أراضي الدول العربية التي زعمت أنها احتلت عواصمها ، مستباحة الدم والعرض ايرانياً ، وبالتالي ستقاتل بذيلها في لبنان حتى أن يهلك ويتدمر لبنان، ومن ثم تنتقل الحرب لسوريا ، وذيلها بشار الذي سينتهي ، وتنتهي معه أسرته ، وحكمها في دمشق ، وهكذا دواليك ، للمليشيات العراقية في بغداد ، وربما قبلها صنعاء والحديدة وصعده!
ايران لاتريد هزيمة اسرائيل ، بالطبع هي لاتستطيع ، ولكن هدفها تدمير العرب ، ودولهم ، وأخذ ذلك بالتقسيط المريح ، من خلال السذج ذيولها في الوطن العربي ، وهم الآن يتجرعون الهزيمة ، وتجد من تجد من لازال يعتقد أن ايران ستحقق له النصر!
على الحكومة اللبنانية أن تكون أشد وضوحاً وصرامةً مع ايران ، وتمنع تدخلاتها السياسية في هذا القطر العربي الذي ذُبح من الوريد للوريد من ايران وحزبها في لبنان ، وتعمل من الأن على تشكيل حكومة قوية بعيدة عن محاصصة ايران ، وثلثها المعطل ، وأن تنشر جيشها، وتقويته في مواجهة حزب ايران ،
وتحاسب كل الذيول اللبنانية بل تقطعها ، ولا تستثني أحد من أي مكون كان ، ليستعيد لبنان حريته ، وتعافيه ، واستقلاله.

كاتب رأي

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى