كُتاب الرأي

قاعدة ( 50/ 30/ 20 )

حُسنُ  إدارة المال  في الحياة  اليومية  من المهارات الأساسية والمتقدمة التي يجب  على الإنسان العادي   فضلاً عن الأزواج والزوجات الفضليات؛ أن يتقنوا التعامل  معها ، ويسارعوا  قبل الزواج  على الإقبال لتعلم  وفهم كيفية إدارة  المال  وحسن  الصرف في متطلبات الحياة  المختلفة والمتباينة، والحرص على عدم الاهمال والتساهل فيها .

إن إهمال إدارة المال في حياة الإنسان فرداً كان أو أسرة قد  يؤدي إلى عواقب خطيرة في حياة الفرد والأسرة والمجتمع  كذلك ؛ ومن  ذلك  ربما عدم  القدرة على  توفير الاحتياجات الأساسية والضرورية للحياة  والعيش الكريم ، وربما حث الإنسان على طلب المساعدة المتكررة من الآخرين كالدين والسلف، ومد اليد الدائم والمستمر للناس فيه ذهاب للدين والخلق والإحترام والتقدير  بين  الناس !

عادة  يشقى الإنسان  في جلب المال ، والحصول  عليه ، عبر الوسائل المشروعة والحلال كالعمل الدؤوب، والتجارة، والصناعة والزراعة ، والبيع والشراء  والسعي  في تقديم الخدمات والمنتجات كل  ذلك لأجل الحصول على المال؛  فهو لا يأتي عادة بالسهولة التي  تم صرفه بها !.

وحقيقة المال  أنه  نعمة عظيمة  وكبيرة  من نعم الله تعالى على الإنسان ، وقد  وردت توجيهات القرآن الكريم  وإشراقات السنة المطهرة بالمحافظة على  المال  ، وحسن إدارته  والاقتصاد فيه ، وعدم  الإسراف ولا  التبذير  فيه ، فهو القوة الكبيرة الناعمة  التي  من خلالها  يستطيع  الإنسان العاقل الكيس الفطن اللبيب  الإحسان  إلى  نفسه وأسرته ومجتمعه من خلال  حسن  التعامل  والإدارة  المالية .

العالم اليوم  يبتكر  الطرق العجيبة والغريبة  في  جمع  المال وحفظه لديه   !  وكذلك   يبتكر الطرق الملتوية الشيطانية في المحافظة عليه  عنده    ! وكيفية  سحبه  من  الآخرين  !واقناعهم بطرق  ووسائل  صرفه  السهلة البسيطة الخطيرة !.وذلك   لعلمه  الكبير  أن المال القوة الكبيرة  في  التغيير  والتطوير للأفضل  والأحسن  أو للأسوأ والأردى ! .

وقد  ابتكر وأهتدى الإنسان  إلى عدد من القوانين والقواعد  الصارمة الحازمة  للمحافظة على جودة  الاقتصاد وحسن إدارة المال في الحياة اليومية للفرد أو للأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة  .

ومن  تلك  القواعد المهمة التي تساعد  على المحافظة على حسن  إدارة  المال وحسن الإنفاق  وحسن  التوفير والإدخار  قاعدة (50  /30  /20 ) .

تقول  هذه  القاعدة : إن مجموع الدخل الشهري  الذي  يحصل  عليه الفرد  أو الأسرة  الكريمة  أو  العائلة الحبيبة  يجب صرفه وتوزيعه   وإدارته من خلال  طريقة وقاعدة : (50   / 30   /  20  )

أولاً: (50 %  ) من مجموع الدخل الشهري  ينفق ويصرف في النفقات والمصروفات الثابتة ؛  والنفقات والمصروفات تعني :

الإيجارات  والأقساط البنكية والفواتير والديون ، وهذه النفقات والمصروفات التي  يعاني  منها  أكثر  الناس على وجه كوكب الأرض  من مشارق الأرض إلى مغاربها  ومن شمالها إلى جنوبها .

ثانياً: ( 30 %  ) من  مجموع الدخل الشهري  ينفق ويصرف في النفقات والمصروفات غير  الثابتة  أو المتغيرة والمتجددة   والنفقات والمصروفات  تعني :   جميع فواتير الكهرباء والمياه  وكذلك التموين  في المآكل والمشارب والملابس والمراكب ووسائل الترفيه والتسلية واللعب.

وهذه  النفقات والمصروفات  يجب التحكم  والسيطرة عليها فالإنسان الكيس الفطن اللبيب  عليه أن  يتعلم كيفية  التعامل  مع تلك النفقات والمصروفات  بالقراءة والإطلاع  ، بحضور الدورات التدريبية ؛   المهم   يجب عليه تغيير قناعاته وعاداته

 في الإنفاق والصرف والبذل ،  و تبني  ثقافة الاقتصاد والترشيد في مصروفات  فواتير الكهرباء والمياه والتموين والترفيه والكماليات.

ثالثاً: (20% ) من  مجموع الدخل الشهري  ينفق ويصرف  منه  (10% ) في الصدقة و الطوارئ والتطوير والتحسين المستمر للإنسان و( 10% )  ينفق ويصرف  منه  في الإدخار والتوفير فقط .

وعلى  الإنسان  الكيس الفطن اللبيب أن يلتزم بذلك وأن يلزم من  يعول من  الأهل  والأولاد والأقارب المسؤول  عنهم  بهذه  القاعدة وهذه  الطريقة   في حسن  إدارة  الدخل الشهري.

كلنا   يعرف عدداً من  القواعد  والطرق والأساليب المميزة والرائعة في حسن  إدارة المال وحسن التوفير والإدخار  لكن لدينا  أيادي  مخروقة  !  لا  تحسن  الإلتزام  والثبات على تنفيذ تلك القواعد والأساليب   حتى  لشهر  أو شهرين متتالين.

لذلك  تعددت طرق وأساليب التوفير والإدخار  حتى قامت البنوك والمصارف  بوضع حساب  بنكي للإدخار لكل مواطن ومقيم  على  حسابه   هو  لكي  تساعده على الإدخار والتوفير الصحيح والسليم.

المال  الراتب الفلوس التي تنزل في حساب كل واحد منا هو حقيقة أمانة وهو  قوة ناعمة  يمكن من خلاله  تغيير حياتنا إلى الأفضل والأحسن والأجود  وهو كذلك منحة كريمة من الله  تعالى  فعلينا جميعاً أن نحسن في إدارته وقيادته ،  وأن نعلم أولادنا ذلك .

يقول الشاعر العربي الكبير  البوصيري  رحمه الله تعالى:

والـنفس كـالطفل إن تـهمله شـب على

   حـــب الــرضـاع وإن تـفـطمه يـنـفطم

وخـالف الـنفس والـشيطان وإعصيهما

    وإن هــمـا مـحـضـاك الـنـصح فـإتـهم

ولا تــطـع مـنـهـما خـصـمـا ولا حـكـمـا

  فـأنـت تـعـرف كـيد الـخصم والـحكم!

د. سالم بن رزيق بن عوض

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى