كُتاب الرأي

(قاسم الاعرجي وعلاقته بإيران )

 

 

لو رجعنا لنهاية حقبة التسعينات الميلادية في القرن الميلادي الماضي ، وعرجنا على الحرب العراقية الايرانية التي دامت مايقارب عشر سنوات ، وهُزمت فيها طهران من الجيش العراقي الذي كان يتألف سواده الأعظم من شيعة العرب ، أو مايسمونه الشيعة العروبيين الذين إستطاعوا مع قطاعات الجيش العراقي الأخرى من السنة ، ومختلف المكونات العراقية من الحاق الهزيمة بإيران ، وجيشها الذي كان يسوقونهم سوقا لجبهات القتال بين البلدين ، ولعل من تابع تلك الحرب ونهايتها استسلام الخميني ، وإيقافه لتلك الحرب العبثية عندما قال أن ايقافي للحرب مع العراق ، وكأنني اتجرع السم !
بالطبع كان في الجانب الآخر في ايران من يحارب معها من شيعة المجوس أي الفرس ، وهم (عراقيون )من الذين كانو يعادون النظام العراقي حينذاك صدام حسين ، وكانو جنوداً في جيش الخميني ، رغم كل ماكان يُنظر اليهم من الفرس بأنهم خونة ، وباعوا وطنهم لايران العدوة اللدوة لهم!
كانت المنظمات الشيعية العراقية المرتبطة بإيران كثيرة ، ومنها على سبيل المثال الان حزب الله العراق ، والحشد الشعبي ، المقاومة الاسلامية في العراق ، الحرس الثوري ، التيار الديني الشيعي الذي يقوده مقتدى الصدر ، ومنظمة بدر التي كان يقودها محمد باقر الحكيم ، والان عمار الحكيم وخلافها من الذيول الشيعية الايرانية في العراق التي تديرها من هناك في (طهران ) ودمرت من خلالها بلاد الرافدين ، وجعلتها ساحة بكائيات ولطم ، وأحزان متتالية لاتنقطع عنها الرايات السوداء التي أغرقت بغداد ، وبقية المدن في هذه الدولة التي كانت تمثل فيها( بغداد ) عاصمة للخلافة العباسية ، ناهيك عن تدمير الاخلاق من خلال نشر زواج المتعة الذي أصبح يسود الدولة العراقية وفي كل جزء منها ، وذهبت تلك الشيم العربية والأنفة العراقية التي كان يُعرف ويتميز بها الشعب العراقي .
ما أود أن اذهب له في هذا المقال هي تفنيد للمزاعم الكاذبة ل قاسم الأعرجي ، وهو سياسي عراقي ينتمي لمنظمة بدر التي كانت ولازالت أحد الذيول الايرانية في العراق ، والتي زعم فيها أن العراق مستقل عن ايران ، وليس له تبعية بالنظام الايراني! والمذكور الأعرجي كان وزيراً للداخلية في حكومة العبادي ، وهو عضو فعال ومؤثر في منظمة بدر المرتبطة بإيران كإرتباط ثدي المرأة بصدرها ، ويعمل الان كمديراً للأمن الوطني العراقي .
وكمعلومة لهذه المنظمة ( بدر) التي يقودها الآن عمار الحكيم ، فهي منظمة تحظى بالحماية والدعم الايراني ، وتعد إحدى الفصائل العراقية المدعومة ايرانياً ، والأكثر تنظيماً للمعارضة الشيعية أبان حكم صدام حسين وحتى الآن ، وقد ترددت معلومات بأن هذه المنظمة تقف خلف تفجير ضريح العسكريين في سامراء عام 2006 ، والصاق تهمة التفجير بتنظيم القاعدة في العراق ، من أجل إشعال الفتنة بين سنة العراق وشيعة الفرس ، تمهيداً للقضاء على المكون السني العراقي.
إن الأعرجي المذكور يعمل بالريموت من طهران ، وينفذ كل التوجيهات الصارخة التي ترده يومياً من ايران ، ولايستطيع أن يخل أو يتأخر في تنفيذها ، أثناء توليه لوزارة الداخلية في حكم العبادي ملأ سجون العراق بالمكون السني تحت تُهمٍ زائفة ، بتوجيهات ايرانية ، خلاف القتل على الهوية ، وتأجيج الطائفية في هذه الدولة التي كانت تتعايش فيها مختلف المكونات العراقية ، وكان يُلاحظ ذلك من خلال تزاوج هذه المكونات دون وجود هذه التعبئة المجوسية التي أحرقت العراق ، وجعلته بلداً غير مؤثراً في محيطه العربي ، بل أصبح يمثل ذيلاً كبيراً لايران ، وهو مايحاول أن ينفيه الأعرجي الذي بدأ حياته السياسية بعد سقوط نظام صدام بدعم من ربيبته ايران التي يعمل وفق توجيهاتها المدمرة للعراق .
ايران دمرت العراق ، ونصبت فيه عملائها من فرس ايران العراقيين ، الذين لايستطيعون رفض تعليمات ايران التي لاتخرج عن كون العراق جزءً من ايران ، وسلبت سيادة هذه الدولة العظيمة ، بل جعلتها تابعة لايران ، وذلك لاعتبارات كثيرة ، وكبيرة ، ونعجز أن نحصرها في هذا المقال ، ولكن منها سلب ثروات م العراق ، وسرقت نفطها ، واحتلت جزء من العراق ، ودمرت كل شيء هذه الدولة ، وجهلت شعبه ، ونشر الرذيلة والمخدرات ، وتدمير شعب العراق يعود لأسباب كثيرة ، ولعل منها خشيتها ( ايران ) من عودة هذا الشعب لمحيطه العربي ، واستقلاله من التبعية المجوسية الفارسية ، والوقوف ( كند ) في وجه التوسعات والمد الشيعي العراقي ، وثانيها فك رباطه من هذا الربق المخيف الذي أحكمته طهران على رقبة بغداد، وتصرفه بسيادة في دولته دون تَحٌكمْ ايران بها!
وكخاتمة ، نقول ستعود بغداد بمشيئة الله لحضنها العربي ، كما عادت دمشق رغم أنف طهران ، وقياداتها المجوسية، ورغم أنف الأعرجي نفسه.

 

 

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى