خواطر

(فُرصة)

(فُرصة)

……
حينما نتحيّن الفُرص
لنبحث عن الصُدف
بين طيات الأماكن
وطيوف الأزمنة..
نتلمسها أحياناً
على شفاة الطفولة..
نجدها موسومة بخبرةٍ
على ملامح الكهولة..
تحت عبارة في كتابٍ عتيق..
وبين شطري قصيدةٍ عصماء مُعتّقة..
بخفّةٍ نضع أيدينا عليها ، تتلاشى كضبابٍ ، بعد أن كانت تلمع كسرابٍ..
تقبع في زاويةٍ ما منطويّة على نفسها..
أو على شرفةٍ ، يتخللها الغُبار ..
وأحياناً قد تتسلل خلال جدائل مخملية لفتاةٍ غجريّة ، تعبثُ مع الرياح..
وقد لا نلحق بها ، كدمعة منحدرة على وجنتين محترقة ، خالها الأسى..
وربما على أرجوحة متهالكة أكلها الصدأ ..
وقد يحدث أن مرّت بجانبك الفُرصة وأنت في غفوةٍ عن الصُدفة..
أو يُقال لك تهكّماً ، لم تكُن من نصيبك ؛ ذهبت لغيرك..
تمر بنا ليال ونحن نبحث عنها
تُرهقنا الخيبات
و يؤرقنا الفتور..
وعندما يرمينا الاجحاف لدركِ الاستسلام واليأس..
يتسلل العجز لقلوبنا ويتمكّن منّا ..
حينها ، مهما تعثرنا بالصُدف لترمينا على قارعة الفرص ؛ لن نعيرها اهتماماً ، غير عابئين بوجودها
ولا منبهرين عند لقائها ، ولا قيمة لظهورها ..
نعم فقدتْ توهجها وانتهى زمنها ولا حاجة لنا بها..
(بالمختصر  فرِغنا من الداخل)
…………

الكاتبة:أحلام أحمد بكري

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

تعليق واحد

  1. أبدعتِ أ.أحلام بروحك قبل قلمك؛ رسمتِ للفرص والصدف ملامح حية، وجعلتِ النص مرآة لعمقك الإنساني وشفافيتك الشعورية. قراءتك متعة، وحرفك يترك أثره في النفس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى