في موكب الحجيج
لبيك ! واستجمع التأريخُ والأفقُ
وهملجت من وراء الصارخِ الطرقُ !
وسار في الناس أنصارٌ تردده
وأومأت للندا ! الأسماعُ والحدقُ
وطار في الناس ما يرجونه أبدا
والشوقُ يحرق أرواحاً ويحترقُ
تطاول الخيرُ في كل البقاع ضحى
والخيرُ ! يملأ ما يرجو ويستبقُ !
*****
لبيك ! وأندفع الحجاجُ يدفعهم
صوب المشاعر إيمانٌ به عبقُ
ويهتف الجو والأصداء صادحةً
والأرضُ تفرح والانوارُ والغسقُ
وكل رابيةٍ في ريحها أرجٌ
تهدي ! وتعطي من الأشواق تعتبقُ
كل الطيور تغني وهي سارحةٌ
وترتقي وهي بالأشعار تنطلقُ !
*****
لبى الحجيجُ وكان اللهُ يحرسهم
ولطفه في ضواحي كونه الألقُ
يستشعرون مقام الحق بينهم
ويجأرون وهم في فضله سبقوا
ويذكرون رسول الله مرحمةً
طوبى لمن يذكرون الحق ما نطقوا
لهم زئيرُ أسود الغاب سافرةً
نحو اليقين وهم في ظنهم صدقوا !
*****
تَطوّفوا حول بيت الله وأنطلقوا
وفي ( منى ) أيقنوا بالله وأنطلقوا!
صوب المشاعر في خير البقاع هنا
فيضٌ من الرحمة الكبرى ومعتنقُ
في مشعر الرحمة الكبرى لهم فلقٌ
في ليلة الجمع من هذا لهم فلقُ
يمشون والرحمة الكبرى وتطوقهم
ويلهجون وفوق الأعين الودقُ !
*****
صوب الجمارِ ! أقاموا هاهنا نسكاً
بالرمي والهدي قبل الذبح قد حلقوا
ويمموا شطر بيت الله مقصدهم
بالسعي والرمل عند الركن قد شرقوا
يبكون يبكون أرواحاً مقطعة
ويشرئب إلى عليائهم رهقُ
*****
باعوا من الله أرواحاً مُعتقة
وأردفوا المال فوق المال وأعتنقوا
خيرَ الشرائع يحدو خيرها رجلٌ
شهم الأرومة فيضٌ عامرٌ حذقُ
تعلو مدائحهم عن كل منقصة
فهم نجوم الثريا حولها الأفقُ
حج الحجيج وما زاغوا ولا رفثوا
الأرض تشهد والأملاك قد صدقوا !
*****
