في محراب الحوار تصفو العقول وتسمو النفوس

سويعد الصبحي
في محراب الحوار تصفو العقول وتسمو النفوس
ما أجمل الكلمة حين تُقال بميزان الحكمة وما أبهى الحديث حين ينساب كجدول ماء رقراق لا يعكر صفوه صخب ولا يغشاه جفاء.
إن أدب الحوار وأدب النقاش ليسا مجرد مهارة تُكتسب بل هما مرآة لجوهر النفس وبصمة على رقي الفكر.
ففي عالمٍ تتسارع فيه الأصوات وتتناطح فيه الآراء يبقى الحديث المؤدب كظل شجرة في حر النقاش يأوي إليه العقلاء ويستظل به الحكماء.
الحوار ليس ميدان قتال تُرفع فيه رايات النصر والهزيمة بل هو ساحة تنمو فيها الأفكار وتُسقى فيها بذور الفهم.
ما أجمل أن تُحسن الاستماع قبل الكلام وأن تُنصت لا لترد بل لتفهم.
وما أرقى أن تقول: (أحترم وجهة نظرك) حتى وإن خالفتك في الرأي لأن الكلمة الطيبة لا تُهزم ولو كانت وحدها.
النقاش بغير أدب جدالٌ أجوف لا يُثمر إلا الجفاء.
أما النقاش بأدب فهو تلاقٍ بين العقول وتصافح بين الأرواح وارتقاء لا يُدركه إلا من زكّى نفسه عن التعالي وطهّر لسانه من التجريح.
ليتنا نتعلم من القلم حين يكتب لا يجرح
ومن البحر حين يثور لا يُغرق
ومن الحكيم حين يختلف لا يرفع صوته بل يرفع حجته.
ختامًا
ليس كل من نطق أحسن ولا كل من حاجج أفحم
وإنما الفضل لمن ناقش فأنصف وخالف فتلطف
ذلك هو الأدب. وذلك هو الحوار.
كاتب رأي وإعلامي