في العالم العربي فرص من قلب الأزمة

د. بندر صالح المالكي
في العالم العربي فرص من قلب الأزمة
على الرغم من الآثار السلبية العديدة التي خلفتها جائحة كورونا على العالم بأسره إلا أن هناك بعض الإيجابيات التي ظهرت في العالم العربي خلال هذه الفترة العصيبة.
فالأزمات غالبا ما تفتح آفاقًا جديدة للتغيير والتطور، وقد برزت العديد من الفرص التي استفادت منها المجتمعات العربية على مستويات مختلفة من أبرز هذه الإيجابيات هو التحول الرقمي السريع الذي شهده العالم العربي.
قبل الجائحة، كانت العديد من المؤسسات التعليمية والاقتصادية تعتمد بشكل كبير على النمط التقليدي في العمل والتعلم، ولكن مع فرض الحجر الصحي والإغلاق، تم تسريع عملية التحول إلى التعليم والعمل عن بُعد.
الجامعات والمدارس تبنت أنظمة تعليم إلكترونية، وأصبح العمل من المنزل خياراً واقعياً وفعالاً هذه الخطوات أسهمت في تعزيز الابتكار الرقمي وتوفير الوقت والجهد وتخفيض تكاليف النقل.
جانب آخر إيجابي تمثل في تعزيز قيم التضامن والتعاون الاجتماعي، مع تفاقم الأزمة، برزت مبادرات مجتمعية من أفراد ومنظمات غير حكومية لدعم الفئات الأكثر تضرراً، سواءً من خلال توزيع الغذاء والاحتياجات الأساسية أو تقديم الدعم المالي والمعنوي. هذا التضامن أعاد تأكيد أهمية التعاون بين الأفراد والمجتمع، وفتح قنوات جديدة للخير والعطاء.
بالإضافة إلى ذلك، دفعت الجائحة الحكومات العربية إلى إعادة النظر في أنظمة الرعاية الصحية وتحديثها، حيث تم التركيز على تحسين البنية التحتية الصحية، وزيادة الوعي بأهمية الصحة العامة، وتعزيز الاستعداد لمواجهة الأزمات المستقبلية. وقد شهدنا أيضًا إرتفاعاً في الاستثمارات بمجالات الصحة والبحوث الطبية.
لا اقول اخيرا لكن جائحة كورونا رغم تحدياتها، قدمت فرصة للعالم العربي للنهوض في مجالات عديدة، التحول الرقمي، و تعزيز التعاون الاجتماعي، وتطوير أنظمة الرعاية الصحية، كلها خطوات إيجابية يمكن البناء عليها لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا.
كاتب رأي