كُتاب الرأي
(فيصل القاسم ودروز السويداء)

محمد سعد الربيعي
(فيصل القاسم ودروز السويداء)
إن مايحدث من المكون الدرزي في سوريا شيء يدعو للاستغراب من هذا المكون وقادته الذين صمتوا طوال حكم حافظ الاسد ، وابنه بشار ولما يتجاوز الخمسون عاما، حيث لم يُشاهد أحد من هذه الطائفة ان تجاوز حدود السويداء ، أو نبس ببنت شفةٍ أثناء ذلك الحكم الاسدي الذي كان يتعامل معهم بالنار والحديد رغم أن طائفته اي (الاسد ) ليست بعيدة عن هذه الطائفة والمكون الدرزي فكلا هاتين الطائفتين كانتا حصان طرواده في جلب وترسيخ الاستعمار الفرنسي رغم كذب مايدعيه مشيخة هذه الطائفة (سلطان الأطرش وخلافه )الدرزية بأنه كان لهم دوراً رئيسياً في تحرير سوريا من ذلك الاستعمار ، بل كانت طائفة الاسد (العلويين ) التي انتمى لها كذباً وزورا رغم سؤهم ! وطائفة الدروز هما من كانا يمثلان اليد الطولى للإستعمار في القطر السوري وترسيخه ! .
إن في حالة الدروز اليوم وخيانتهم من خلال الإستقواء بالعدو الاسرائيلي مايمثل حالة شاذة ، وهو مايؤكد أن هذه الطائفة هي مكونُ عميل في جلب العدو الاسرائيلي لإحتلال أراضٍ عربية ، وذلك ليس بالغريب حيث يؤكد هذا حقيقة علاقتهم بالمستعمر الفرنسي ، وإنتهاك السيادة السورية العربية فوق أراضيها ، وحكمت الهجري الان في السويداء يمثل ذلك الخنجر المسموم في خصر الدولة السورية الحديثة التي لازالت في طور تمكين الشعب السوري من استعادة حريته التي فقدها لمايزيد عن نصف قرن .
بالطبع لانريد التعميم على هذه الطائفة الدرزية بشكل عام ، هناك من لايتوافق مع حكمت الهجري ومايقوم به من عمالةٍ خسيسة ليس هو في حاجتها ، ف حقوق هذه الطائفة مصانة ومحفوظة بالقانون ،وما تحاول الدولة القيام به من حصر السلاح في القوات النظامية السورية في السويداء وغيرها يعد حقاً من حقوقها ولا يمكن أن تزايد عليه أية جهة او مكون اجتماعي في دولة سوريا .
من المعروف أن بين هذه الطائفة جهات وعناصر ومليشيات مجرمة ومتهمة بالتعامل مع حزب زميرة في التهريب ( سلاح ومخدرات) ، وانتهاك حقوق الانسان في إبادة الشعب السوري أثناء سيطرة ايران على دمشق ، وتخادمها مع الحزب في إثارة المشاكل الداخلية في لبنان وتمكين الحزب من إدخال الأسلحة الايرانية لبيروت .
الشاهد الان ومن خلال مايحدث ، وتعامل حكمت الهجري مع اسرائيل وجلبها للدولة السورية تحت ذريعة خشية الدروز وعدم إطمئنانهم من الحكومة السورية الجديدة، أقول ان الدكتور فيصل القاسم وهو شخصية معروفة بإنتمائها لهذا المكون الدرزي الذي يدعي هو أصله وفصله ، ومحاربته لكل من يلتحف بالاستعمار ، أو يساعد العدو الاسرائيلي في تحقيق أهدافه العدوانية في المنطقة ، ومقاتلته لكل مايصب في الإخلال بهذا الجانب من خلال برنامجه في قناة الجزيرة ( الاتجاه المعاكس ) .
وبما أن الدكتور فيصل القاسم كان مناوئاً لنظام الاسد ، والمؤكد أنه كان مطلوباً لذلك النظام البائد ، وفي نفس الوقت مقرباً من هذا المكون الدرزي في السويداء ، وربما أيضاً انه من المؤثرين لديهم ، ومن المحسوبين على هذه الفئة التي يعرف هو قبل غيره أنها تنعم الان بالامن والطمأنينة ، وسؤالنا لفيصل القاسم ، أين دوره في وأد هذه الفتنة التي ستحيق بطائفته حتى ولو تعاملت مع اسرائيل التي يقاومها القاسم في برنامجه على طول سنوات عمله بقناة الجزيرة ، ويستضيف كل من هب ودب لرفع أصواتهم في هذا الاتجاه ، أم أن هناك مايمنع القاسم الان الاخذ على عاتقه معارضة مكونه هناك من اجل وحدة سوريا ومنع انزلاقها للمواجهة مع العدو الاسرائيلي ، وهل نرى أن يقوم القاسم بإستضافة العقلاء من السويداء ويناشدهم من خلال برنامجه في قناة الجزيرة التعاون مع الجهات الامنية السورية ، وضبط كل المتجاوزين في المنطقة، ودعوة الهجري وكل من يشد على أزره بالعودة لحكمة العقل واعطاء الدولة الفرصة في فرض سيطرتها الامنية على المنطقة دون تدخل اجنبي .
انه من المهم والضروري لسوريا وشعبها بكل مكوناته أن يمنحوا الدولة السورية الحديثة الفرصة في فرض سيطرتها الامنية ، وعدم خلق أية مبررات تحاول أن تقف في هذا الجانب المهم الذي ستفرضه الدولة بالقوة وهو من حقها في حالة عدم تجاوب أي مكون في هذه الدولة الفتية التي تحاول نزع السلاح المنتشر في بعض مناطقها كهدفٍ في إثارة النزاعات والحروب من جهات عديدة منها ايران وحزبها في لبنان ، وكذلك بعض القوى ومنها اسرائيل التي لاتريد الاستقرار لدول المنطقة بشكل عام .
إذاً هل نري فيصل القاسم وسيط خير لطائفته ومنع انجرافها لاسرائيل التي هو يحاربها منذ نشأة قناة الجزيرة عبر برنامجه الاتجاه المعاكس ! ويتحمل على عاتقه هذا الجهد الذي يُشكر عليه أن استعد بذلك! أم على الاقل نراه يغير بوصلة برنامجه لدعم الحكومة السورية ، وتحذير مكونه من الارتماء في احضان اسرائيل التي تحتل الجولان العربية بإستضافة من لديهم القدرة في شرح بواطن الامور للمكون الدرزي ، وعما يقوم هو ( فيصل ) بدق ناقوس الخطر من هذا التخادم بين مكونه الدرزي واسرائيل ، وينحاز للجانب او للتيار الذي يعارض هذا الارتماء في الاحضان الاسرائيلية في مكونه ، ويقول كلمته صراحةً أو على الاقل إستضافة من يصحح المشهد لحكمت الهجري وأعوانه! أم يهمل في برنامجه هذا التحول السيء لمكونه ، ويتحاشى نشره ، بل يعود ليوزع اتهاماته الطائشة لجهات اخرى ، وهنا تتأكد علاقته بل عمالته ليكون حكمت هجرياً آخراً!