فن التواصل عند الأطفال

بقلم الكاتبة/ جوهرة ال صالح
فن التواصل عند الأطفال
يُعدّ فن التواصل من المهارات الأساسية التي يبدأ الطفل باكتسابها منذ سنواته الأولى، وهو ليس مجرد وسيلة لنقل الأفكار، بل هو أداة للتفاعل مع العالم من حوله، وبوابة لبناء علاقات صحية مع الآخرين. تبدأ هذه المهارة بالتطور بشكل طبيعي من خلال ملاحظة الطفل لمن حوله، وتقليده لأصواتهم وتعابيرهم، ثم تتعزز تدريجياً عبر الخبرات اليومية، والبيئة الداعمة.
مظاهر التواصل عند الأطفال
يأخذ التواصل عند الأطفال أشكالاً متعددة، منها اللفظي كالكلام والنطق، وغير اللفظي مثل الإشارات، تعبيرات الوجه، وحركات الجسد. ففي السنوات الأولى، يستخدم الطفل البكاء كوسيلة للتواصل، ثم يتطور تدريجياً ليعبّر عن احتياجاته وأفكاره بكلمات بسيطة وإيماءات. كما يتعلّم من خلال اللعب التفاعلي، سرد القصص، والحوار مع البالغين.
أهمية التواصل في نمو الطفل
يساهم فن التواصل في بناء شخصية الطفل، ويعزز من ثقته بنفسه، كما يساعده على التعبير عن مشاعره بطريقة صحية، وحل الخلافات مع أقرانه، وفهم مشاعر الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، فإن تنمية مهارات التواصل ترتبط بشكل مباشر بتطور اللغة والإدراك الاجتماعي والعاطفي.
دور البيئة في تنمية التواصل
تلعب الأسرة ورياض الأطفال دوراً محورياً في دعم مهارات التواصل لدى الطفل، من خلال:
1- الاستماع للطفل ومنحه فرصة للتعبير بحرية دون مقاطعة.
2- التحفيز الإيجابي لتجربته في الكلام حتى وإن كانت لغته غير مكتملة.
3- القراءة اليومية والتحدث مع الطفل بلغة واضحة وبسيطة.
4- اللعب التفاعلي الذي يدمج بين الحركة والحديث والتخيل.
ختاماً:
يُعدّ فن التواصل عند الأطفال حجر الأساس لتطورهم الاجتماعي والعقلي والعاطفي. وكلما تلقّى الطفل دعماً وتشجيعاً من محيطه، كلما أصبح أكثر قدرة على التعبير عن ذاته بثقة ووضوح، مما يفتح له آفاقاً أوسع للتعلم والتفاعل الإيجابي في المستقبل.