كُتاب الرأي

فنون القيادة

 

اجعلهم يشعرون بأهميتهم إن أعمق احتياج في الطبيعة الإنسانية هو: الشعور بالقيمة والأهمية، فإطلاق هذا الشعور في الآخرين من خلال فعل كل ما هو ممكن لزيادة اعتزاز الشخص بنفسه ؛ لمساعدته على أن يحب نفسه أكثر، هكذا يراها براين تريسي.
عليك أن تتخيل أن كل فرد يعمل تحت قيادتك يعلق على رقبته لافتة ( اجعلني أشعر أنني مهم)
وفي كل تعامل مع كل فرد ؛ عليك أن تستجيب لهذا الطلب الإنساني ، وعليك أيضا أن تبحث عن طرق كي تجعل الأفراد يشعرون بأهميتهم وأنهم مهمون وذوو قيمة ومكون رئيسي من مكونات فريقك.
أنصحك بالآتي:
هناك أربعة سلوكيات أساسية يمكنك أن تمارسها كل يوم لجعل الأفراد يشعرون بأهميتهم.
1/ استثمر كل فرصة لتشكر كل فرد على كل شيء يفعله ، صغيرًا كان أو كبيرًا ، في أثناء أداء واجباته.
2/ التعبير عن الثناء على الإنجازات مهما كان حجمها في كل مناسبة وامدح كل مجهود رائع ، وكل اقتراح أو فكرة جيدة ، ولا سيما الموظف عندما يقوم بشيء يفوق حدوده وواجباته ، لا تتأخر امدح على الفور بصورة منتظمة كل ما يقوم به وينجزه، هذا الشيء يجعلهم يشعرون ماديًًا وعاطفيًًا ؛ حيث يزاد اعتزازهم بأنفسهم ويشعرون بالسعادة داخلهم ، واعلم أنّ أي شيء تمدحه سوف يتكرر لأن الموظف سوف يعتد بنفسه وأنه جدير بالمدح.
3/ يقول إبراهام لنكولن أنّ كل شخص يحتاج إلى إطراء ؛ لذا عليك أن تقدم إشادات مستمرة للأفراد بمميزاتهم مثل الدقة في المواعيد ، والمثابرة ، ولا يمنع أن تقدم إشادات بممتلكاتهم، نعم ولم لا؟ قدّم إشادات بما يمتلكونه: كالسيارات ،والملابس الفاخرة ، ورائحة العطور الفخمة التي تفوح منهم، ولا يمنع أيضا أن تضيف مميزاتهم الشخصية في حياتهم العامة هذا كله لا يمنع في أن تبرز الإعجاب بموظفيك، وتأكد أنّ كل مرة تعبر فيها عن إعجابك بشيء في شخص آخر ، فأنت بذلك تزيد من اعتزاز الشخص بنفسه وتجعله يشع بسعادة أكبر والتزام أكبر تجاهك وتجاه المؤسسة التي يعمل بها.
4/ استمع جيدًا لموظفيك، هذا الشيء يعتبر أهم السلوكيات على الإطلاق ، فالانتباه إلى أفراد عملك يشابه تمامًا الانتباه لأفراد عائلتك، ببساطة شديدة ينبغي عليك الاستماع لموظفيك برحابة صدر وبشاشة وهدوء ، ولا تنسى أن تكون منصتًا ، أي لا تقاطعهم عندما يتكلمون واترك المجال رحبًا في الحديث ، كما أنه عليك الاستماع بعمق هكذا تكون سيطرت على كتلة الانفعال التي يمكن أن تحدث للموظف لو جاء إليك وهو غاضب أو ممتعض من شيء ما!
ختامًا/ تذكر أنك لست مضطرًا إلى أن تتصرف وفق أفكار واقتراحات الأفراد الذين يتحدثون إليك.
عليك فقط أن تنصت بعناية وتومئ وتبتسم وتشكرهم على إسهاماتهم.
أخيرًا/ إذا تعاملت مع مرؤوسيك بتلك الأساليب التي ذكرت في المقال أجزم أنه سوف ينتابهم الشعور الكبير بالرضى كما أنك ستلاحظ أن علاقاتك معهم ازدادت عمقًا ، وانعكس ذلك على قوة وتماسك المؤسسة ، وتحصلت على نتائج مميزة.
انتهى.

علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي

علي بن عيضة المالكي

كاتب رأي وإعلامي

‫14 تعليقات

  1. كعادتك متميز في حرفك وكلماتك ومواضيعك… اجدت الطرح في موضوع هام جدا جداً بارك الله فيك ولعلهم يستفيدون👌

  2. كلام في غاية الأهمية👌🏻ذكرني بنصيحة قرأتها قبل فترة (عامل كل شخص وكأنه أهم شخص لديك)
    سلم مدادك أستاذ علي.

    حسناء

  3. جميلة تلك العبارات والأجمل منها أن نخيطها لترتديها ونتعمق بها لكن الأمر لايتوقف على الموظف فقط
    هناك مسؤول يعتقد أنه قد وُجد لهذا المنصب لان لأغيره يستحق وانه يستطيع بهذه السلطة أن يتحكم ويصدر قرارات كما يحلو له
    المشكلة الأعظم انهم يعتقدون بعدم احتياجهم للدورات التطويرية وطرق التعامل مع الموظفين بسبب ( الكرسي )
    عاشرت من الناس من يحاول فرض الرأي وجعلك تحت الأمر الواقع لكن ان كنت موظف واعِ لن يتمكنوا منك

    شكراً لك

  4. جميل يا أستاذ علي
    ليت المدراء والمسؤولين يطلعون على هذه الدرر وليس من باب الإطِّلاع فقط بل من باب التطبيق والأخذ بهذه النصائح والتوجيهات الفريدة

    ليتهم على هذا المقال يمرون وينفذون

  5. اظهار الاهتمام شيء أساسي في تقوية العلاقات أين كانت ومدخل للثقة ويدعم زيادة الترابط والتكاتف في أي مجال فهو من ركائز الحياة بشكل عام والجانب الوظيفي بشكل خاص ..
    أجدت في الطرح والمقترحات أ علي ..

  6. ما شاء الله أبدعت استاذ علي .
    أروع طرح لهذه الفترة المقبلون عليها
    وليت قومنا يعلمون .
    فالأيام دول و الكراسي تدور و المناصب تزول
    ويبقى حسن الأثر و جميل المودة بين البشر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى