(فرنسا وسوريا )

في عروج سريع حيث من المعروف أن الفرنسيين هم من مكنوا عائلة الأسد من حكم سوريا ، كما كان لها دوراً مباشراً( فرنسا) في حماية الهالك الخميني بمنفاه في باريس ، وإعادته لطهران بعد أن قدمت كل التسهيلات التي إستطاع من خلالها الهالك المذكور الإستيلاء على السلطة ، ونشر المشانق في ساحات طهران ، وبعض المدن الايرانية الآخرى لإعدام الكثير من أعوان الشاه ، وما حدث بعد ذلك من فتح جبهة حرب مع العراق استمرت زهاء عشر سنوات لم تكن فرنسا بعيدة عن التخطيط والتهيئة لمثل هذه الصراعات التي حدثت وتحدث في منطقة الشرق الاوسط .
قيام الرئيس الفرنسي السيد ماكرون هذا اليوم الخميس 2025/3/6 بفتح إتصال مباشر مع الرئيس السوري احمد الشرع في محاولة لفتح نافذة مع العهد الجديد السوري ، وكذلك التمهيد لأوربا بالعودة لسوريا عن طريق محاولة مساعدتها في رفع العقوبات التي تواجهها بأسباب من النظام البعثي السابق كما تزعم فرنسا ، وهذه الدول التي لايؤمن شرها ، وخاصة فرنسا ذات العلاقة الوطيدة بنظام طهران الارهابي .
لم تكن فرنسا في يوم من الايام ، وكذلك أوربا صديقة للعرب ، أو وقفت مع قضاياهم ، وذلك عبر التاريخ ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، فالفرنسيون كما أسلفت هم من مكنوا حافظ الأسد من حكم سوريا ، كما دعموا العلويين بالسيطرة على كل موارد الدولة وشئونها ، وأُستبعد مكونها الأصلي السني وأُقصي عن المناصب والوظائف الكبيرة في الدولة ، كما كان لهم أيضاً دور أساسي في تمكين آيات طهران من السيطرة على حكمها ومقبورهم الخميني وهو ماتعاني منه المنطقة والعالم أجمع ! .
لعلنا نتذكر زيارة ماكرون الى لبنان بعد تفجير مرفأ بيروت ، وماقام به من تقديم وعود كاذبة للبنانيين الذين يرى ويعتقد البعض أو الكثير منهم أن فرنسا تمثل حبل نجاة لهم! بينما كانت الزيارة هي الوقوف مع المجرم الهالك نصر اللات ، ومنع التحقيق المؤدي في تلك الحادثة الارهابية لإدانة حزبه ، وتحميلة مسئولية ذلك التفجير الارهابي الكبير .
بالطبع كانت ولازالت فرنسا سنداً قوياً لايران ، وذيلها في لبنان ، وفي الوقت نفسه ضد المكون السني هناك ، وكل مايمت بصلة للعرب في هذه الدولة الصغيرة المحتلة ايرانياً ، كما أنها ضد أي توجهات سياسية تعيدها ( لبنان) لحضنها العربي .
تعاني فرنسا سياسياً ، وقد تم طردها من دول افريقية مؤخراً حيث اكتشفت لاحقاً تلك الدول أن التواجد الفرنسي فيها لايمثل سواء تجهيل شعوبها ، وسرقة كنوزها ومدخراتها ، وأن ذلك التواجد أشبه بتواجد مرتزقة ، وبالتالي تم طردهم من تلك الدول التي تنبهت للدور الفرنسي الخبيث .
مايهمنا في هذا المقال هو محاولة فرنسا فتح قنوات مع السلطة الجديدة في سوريا ، وهي كعرف دولي ودبلوماسي شيء مطلوب ، ومحمود ، وخاصة إن بنيت العلاقة على احترام السيادة ، ولكن مايهم في هذه الجزئية هو الانتباه لهذا الدور ، وعدم الوثوق في الفرنسيين ، لاعتبارات كثيرة ،ولتجارب المنطقة معهم ، ودورهم المليء بالمؤامرات ، وبالتحديد اذ أُخذ في الاعتبار مايربط فرنسا بإيران التي تحاول العودة لدمشق ، وهو ما أعتقد أنه جلي وواضح لدى قيادة سوريا الجديدة .
محمد سعد الربيعي
كاتب رأي