فتور التعليم

فتور التعليم
كتبه ابو حماد ناصر الانصاري
إذا غَامَرتَ في شَرَفٍ مَرُومِ … فلا تَقنَعْ بمَا دونَ النجومِ
هكذا يذكّرنا المتنبي بأن الفتور لا يليق بمن يسعى وراء المعالي. غير أنّ التعليم اليوم يشهد فتورًا جعل كثيرين يقنعون بالقليل، ويتركون الطموح الكبير، فضاع بريق العلم وضعفت همم الطلاب.
التعليم في جوهره ليس حفظًا للمعلومات أو تكرارًا للقوانين، بل هو بناء تدريجي للعقل والروح. فيه يوجّه المعلم طلابه، ويبحث الطالب عن طريقه بين الدروس، فيسأل ويستكشف، ويضيف إلى نفسه مع كل يوم فكرة جديدة. ندخل الصف حاملين دفاترنا وأقلامنا، لكن ما ننتظره ليس الكلمات فقط، بل ما وراء الكلمات من فهمٍ وإلهام. ومع ذلك، قد يمر الطالب أحيانًا بما يمكن أن نسمّيه فتور التعلم؛ لحظة يشعر فيها أن الدرس طويل، وأن الكتاب ثقيل، وأن ما يسمعه لا يترك أثرًا في نفسه. وللفتور أسباب كثيرة: منها الإرهاق أو كثرة الانشغالات، ومنها رتابة طريقة الشرح إذا غاب عنها التنويع، ومنها خوف الطالب من الفشل أو فقدان الحافز الشخصي.وتظهر علاماته في الشرود داخل الصف، أو تأجيل المذاكرة مرة بعد مرة، أو فقدان الرغبة في المشاركة. لكن العلاج ممكن: أن نربط التعليم بالحياة الواقعية، وأن يبدع المعلم في أساليبه حتى يجعل الدرس قريبًا من قلوب طلابه، وأن يبحث الطالب عن دافعه الداخلي، لأن من يعرف لماذا يتعلم، يسهل عليه أن يتجاوز التعب ويواصل الطريق.
كاتب رأي – الهند


