( غزة والحية )

ما يحدث في هذه الحركة ( حماس ) وما يحدث منها شيء يفوق تصورات العقل في بلادة معالجة قضيتهم .
تورطت هذه الحركة في تدمير غزة ، وقتل الآف من سكان هذا القطاع الذي كان ينعم برفاهية جيدة ولا تقاس بالضفة الغربية وسلطة عباس بجانبهم ! ، فهي كانت الأفضل ، خلاف المصابين والمفقودين الذين يعدون بمئات الآف .
منذ إعلان الهدنة، أو الاتفاق مع العدو الاسرائيلي شوهد خروج الكثير من عناصر هذه الحركة من الأنفاق التي كانو يختبئون فيها ، وبدأوا يتجولون في شوارع غزة التي تدمرت بتصرفاتهم الرعناء ، وانقيادهم لملاي طهران في هذا التدمير الممنهج الذي حول شوارع ، ومباني غزة لركام من الأتربة التي ستعجز حماس عن تنظيفها ، ناهيك عن إعادة الإعمار ، وبث الحياة في هذا القطاع الذي دمرته سلطة حماس ، ولا زالت تصر على تدميره بذلك الظهور الاستفزازي في شوارع القطاع قبل أن يجف حبر اتفاق الدوحة بينها وبين العدو الاسرائيلي ، ودون اهتمام بسكان قطاع غزة الذين يعانون ويلات تدمير منازلهم وقتل أبنائهم وأبائهم ، وفقدان مصير الكثير ، الخ من الويلات التي جنتها هذه الحركة على غزة وأهلها.
من يقرأ المشهد الغزاوي، وخاصة ما يتعلق بوضع هذه الحركة وقياداتها ، وعسكرها ، لا يتوقع خيراً منها ، فهي الان تحاول أن تجبر اسرائيل على نقض كل اتفاق يتم التوصل له ، وخاصة اذا نظرنا لمظاهر الاحتفاء بما سمته هذه الحركة نصراً على اسرائيل من خلال ذلك الانتشار العسكري بعد الاتفاق مباشرة في شوارع غزة ، ودونما أن يتريث قادة هذه الحركة في الاقليم وعلى رأسهم محمد السنوار الذي تشير المعلومات أنه تولى المنصب بعد هلاك شقيقه يحي السنوار ، بينما نرى أن خليل الحية أعلن نفسه اليوم رئيساً لهذه الحركة من قطر ، وهي من المفارقات العجيبة في هذه الحركة التي تداخلت فيها المسئوليات بين السنوار يحي من قبل وأخيه الان محمد ، والحية خليل ، ودونما أن نسمع صوت موسى مرزوق وخالد مشعل اللذين إختفياء الان ، وربما مكرهين لذلك ، لأنه عُرف عن قادة هذه الحركة الإنشغال بوضعهم قبل وضع أهل غزة ! بمعنى آخر احتفاظهم بمواقعهم لجمع المال ليس الا!
إن إعلان خليل الحية ( افعى حماس) اليوم ترؤسه للحركة يدل دلالة واضحة على فقدان الحركة لبوصلتها في الداخل والخارج ، وهو ما يمهد لخلاف داخل الحركة واقتتال داخلي ستفقد فيه الحركة أهميتها عند ركونها للعقل ، كتنظيم سياسي في حال موافقتها للاتفاقيات الدولية التي ربما تنظم الوضع الفلسطيني ، في مواجهة ما قد يستجد من قرارات تؤدي بالاعتراف بدولة فلسطين ، وخاصة اذا توحدت الرؤية الفلسطينية بكل جوانبها ، واستوعبت وضعهم المتمثل في الضعف بشكل عام .
الشاهد في المقال أن إقليم غزة لن يخرج من مأساته ، نتيجة وجود هذه الحركة ، وزعمائها المرتبطين بالخارج ، بالطبع ( ايران ) التي تغدق عليهم الاموال بدون حساب ، وما رشح في سوريا وخسارتها على بشار يظهر مدى ما يقدمه نظام طهران لذيولها المنضوية في ربقها الايراني ، وهو ما يجعلها لا تستمع للعقل ، وتسير في النهج الايراني المدمر للبشر والحجر .
وأنه لهذه الحيثيات فالمتوقع هو فشل كل اتفاق قد يتم بين الجانبين (حماس واسرائيل )، والمؤكد أن اسرائيل تعرف ذلك ، ولكنها تراهن على إخراج محتجزيها ، وبعدها ستعيد الكره ، وتُفشل هذا الاتفاق نتيجة النزق الحماسي ، والتغرير الايراني لقيادات هذه الحركة ، وظهورها الغير مدروس ، وانتشارها الاستفزازي بشوارع غزة ، وفرد عضلاتها على شعب غزه المكلوم ، وعندها ستعود اسرائيل وتقتل من بقي من أهالي غزة ، ومن المؤكد أيضاً أن عناصر حماس سيختبئون ويعودون لجحورهم ، ويتركون مصير غزة في أيدي ورقاب الاسرائيليين ، والسؤال عند وقوع هذا التصور ، ماذا سيبقى لدى حماس أن تراهن عليه ! وهل سيكون تسليم محمد السنوار نفسه ! لإسرائيل ، وما دور أفعى حماس أهـ أقصد الحيه ! وربيبته ايران ، ومن معها من تركيا وقطر ، وهما من سيتبرؤون من الحركة وقادتها ، ويتخلون عنهم لمواجهة مصيرهم المحتوم ، وكذلك ما هو مصير حركة الجهاد الاسلامي في غزة التي ترخي رأسها للعاصفة ، وهل ستتواجه مع حماس لحفظ دورها في القطاع ، وأيضاً السلطة الفلسطينية التي تتفرج على المشهد ! ولماذا لا تُدعم وتدخل هي غزة ، وتخرج حماس من جحورها ، وتتفق مع حركة الجهاد الاسلامي بقيادة النخالة! ودونما أن تُعيد اسرائيل إسالة دماء غزة التي لن تُلقي لها حماس بالاً!؟
محمد سعد الربيعي
كاتب رأي