عيشوا البهجة …

أحياناً يجمعك المكان والزمان ببعض الشخصيات ، والتي لها مكانة عظيمة وكبيرة في مجالها وتخصصها ، وربما فيما وسع الله تعالى عليها – فيما تظن أنت – لتسمع منهم أقوال الهم والغم والحزن ، في حياتهم اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية وأنهم حقيقة هم الفقراء والمساكين رغم ما يظهر عليهم من الثراء والوجاهة والمنزلة !.
وأحياناً أخرى تقف عند بائع الخضار والفواكه أو البائع في المطاعم الشعبية أو صاحب خدمات تغيير الزيوت للسيارات أو عامل تعبئة الوقود في محطات الوقود ، فتجد من هؤلاء الإبتسامة الجميلة الهادئة ، والكلمة الجميلة الهادئة ، والتفاؤل والأمل الكبير !
يصلي معنا ومعكم صلاة الفجر في المسجد بعض عمال النظافة بشكل يومي ومستمر ، وعندما تمد يدك للمصافحة والسلام عليهم ، يمدون أيدهم ويرسلون لك تلك الإبتسامة الصباحية الممتعة والجميلة والتي لا تستطيع إلا أن تردها بابتسامة مماثلة لها ، بل وتتقدم إليهم فتسألهم عن أحوالهم ! .
في بعض الأسر الكريمة والعوائل المحترمة يصبح أفرادهم على الحفاوة والتقدير والإحترام ، ويعلو وجوههم البشر والتفاؤل والسرور والسعادة والأمل والحرص على الإتزان والتوازن والاستقرار والهدوء والسلامة والسكينة والراحة .
إنهم يعيشون حياتهم اليومية الحقيقية ، وفي الصورة الواقعية الحياتية الجميلة الهادئة ، بالتفاؤل الجميل ، والأمل الأجمل والأفضل والأحسن ، وإشباع اللحظات الجميلة بالمشاعر الجميلة الهادئة!.
على البشر جميعاً أن يفهموا أن اللحظات والثواني والدقائق والساعات والأيام التي تمنح لهم وتهدى لهم لن تعود مرة أخرى ، فهذه الأوقات الغالية هي النفائس والكنوز وعليهم أن يحتفوا بها ، وأن يفرحوا بها ، وأن ينفقوا تلك الكنوز الغالية فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة في حياتهم .
عندما يهب الله تعالى الناس عطايا الأوقات ، ويمد لهم في تلك الهبات والخيرات ، ويراهم وهم يحسنون فيها صنعاً وعملاً وإنتاجاً يأتي منه تبارك الله تعالى العون والتوفيق والسداد والبركة والصلاح.
إن إسعاد النفس في الليل والنهار والصباح والمساء وفي السفر والحضر وفي الوفرة و الضيق وفي العمل اليومي وفي الإجازة ليس ترفاً ، وليس من نوافل الأقوال والأعمال وإنما ذلك من أوجب الواجبات وأفرض الفروض للنفوس على أصحابها وأهلها !.
السعي إلى السعادة والفرح والأمل والحبور والبهجة والسرور من ضروريات الحياة ، ومن الأسس التي يقوم عليها الإنسان ، ومن الأغذية التي تتغذى عليها النفوس والأرواح الآدميّة المطمئنة السعيدة .
ويبقى الإنسان إنسانا حقيقياً فطرياً ما بقيت في نفسه المحبة لها و الرحمة لها ، والمغفرة لها ، والستر عليها ، وإكرامها ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً ، والحرص كل الحرص على إسعادها وسعادتها ، والعيش معها في مراحل حياتها ودنياها الطبيعية والفرح والأمل بها !
الذين يفتحون أعينهم في الصباحات الجميلة الحالمة الساحرة وهم حزانى ! ويبكون ويندبون على الأمس القريب والبعيد ! وما هم فيه كما يزعمون ويقولون ! وهم لا يرون يومهم هذا إلا كاللحظات التي يمشونها خلف الموتى في الجنائز ! هؤلاء كيف ستكون حياتهم ؟
كيف سيكون يومهم ؟ كيف ستكون علاقتهم ؟ كيف سيكون تواصلهم مع الآخرين ؟
الأزواج الأفاضل الذين لا يرون في زوجاتهم إلا المثالب والأخطاء والسوء والماضي الأليم والذكريات البائسة ! كيف سيكون يومهم ؟
كيف ستكون لحظاتهم مع زوجاتهم وأولادهم ؟!
الزوجات الكريمات اللواتي لا يرون في ازواجهن إلا الجوانب والمجالات السلبية السوداوية! كيف سيكون استقبال وتوديع أولئك الأزواج؟!
بعض الموظفين والموظفات الذين يرون في أعمالهم ووظائفهم الهم والغم والنكد بشكل يومي ومستمر ! كيف سيكونون في تعاملهم مع تلك الوظائف والأعمال ؟! كيف سيكون الإنتاج والإنتاجية ؟! كيف ستكون الخدمات التي يقدمونها ؟!
علينا جميعاً أن نسعد أنفسنا وأهلنا وأولادنا وأسرنا وحيّنا ومدينتنا!
علينا جميعاً أن ننشر الأمل والتفاؤل والسرور والفرح فيمن حولنا !
علينا جميعاً أن نفرح في طليعة يومنا وفي نهايته ! وأن نهدي ونمنح البهجة والسرور والسعادة لجميع من حولنا !
علينا جميعاً أن نعفو ونصفح ونغفر ونسامح ونتغافل كثيرا جداً !
علينا أن نتعامل مع الآخرين بالإحسان والفضل والإكرام.
علينا جميعاً أن نعيش اللحظات الجميلة والمشاعر الإنسانية الأصيلة بالحب والمحبة والرأفة والرحمة والعطف والأمل والحبور والسكينة.
علينا جميعاً أن نعيش لحظات الصباح ، ولحظات الإفطار ، ولحظات الفرح والسرور والسعادة والأمل ، لحظات العمل ، لحظات الصلاة ، السلام على الأهل والأولاد والأقارب والجيران ، لحظات الصعوبات والتحديات والعقبات.
علينا أن نعيش اللحظات الجميلة في أنفسنا وفي أهلنا وفي أولادنا وفي أعمالنا ووظائفنا ومع الناس في الطريق ومع الطبيعة الجميلة!
علينا أن نعلم أن جميع لحظاتنا غالية وعزيزة ونفيسة – وإذا رحلت لن تعود – فيجب علينا أن نعيشها بسعادة وفرح وسرور ومحبة ورحمة.
فعيشوا لحظات حياتكم ببهجة وحب وود وسعادة وتفاؤل وأمل كبير ، وتسامح وتعاون ، وصدق وإخلاص .
يقول شاعر المهجر الكبير إيّليّا أبو ماضي:
خُذ ما اِستَطَعتَ مِنَ الدُنيا وَأَحليها
لَكِن تَعَلَّم قَليلاً كَيفَ تُعطيها
كُن وَردَةً طيبُها حَتّى لِسارِقِها
لا دِمنَةً خُبثها حَتّى لِساقيها
أَكانَ في الكَونِ نورٌ تَستَضيءُ بِهِ
لَوِ السَماءُ طَوَت عَنّا دَراريها ؟!
أَو كانَ في الأَرضِ أَزهارٌ لَها أَرَجٌ
لَو كانَتِ الأَرضُ لا تُبدي أَقاحيها؟!
إِنَّ الطُيورَ الدُمى سِيّانَ في نَظَري
وَالوِرقُ إِن حَبَسَت هَذي أَغانيها
إِن كانَتِ النَفسُ لا تَبدو مَحاسِنُها
في اليُسرِ !صارَ غِناها مِن مَخازيها!
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.
بسم الله ماشاء لله تبارك الله متألق دائما دكتور سالم اسال الله العلي القدير ان يزيدك علما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله تعالى حبيبنا الغالي
يا دكتور محمد خليل
شكرا لكم على مروركم الجميل
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…