عندما يتزوج الأولاد

يبقى النظر إلى الأولاد مهما كبروا ! ومهما تعاقبت عليهم من الأيام والسنين ! ومهما تسنموا من المهام والمسؤوليات بعد التخرج من الجامعة على أنهم صغار ! وأنهم ما زالوا أولاد وقد يرتكبون الكثير من الأخطاء والحماقات ! وقد يفسدون الأمور ! وقد لا يعرفون الناس ! وقد لا يحسنون التصرف في حياتهم ! ولا قد يجهلون كثيراً مع الظروف القاسية أو المتغيرة ! وقد يلقون بأنفسهم إلى التهلكة !
كل هذه التخمينات والتخيلات وغيرها تدور في أذهان الآباء والأمهات المربين والمربيات لأولادهم ! والغاية عندهم هي الحرص والرغبة الفطرية في عدم تكرار الأخطاء من جديد !
وتحذير أولادهم من تجريب المجرب ! والإبتعاد قدر المستطاع عن التجارب التي تجلب لهم الضرر والعطب والخسارة !
ويظل الأولاد بطبيعتهم يسمعون النصائح والتوجيهات وأحيانا يتجاوزونها ولا يلتفتون إليها ! ولا إلى أي شيء منها ! وقد لا يبالي الأولاد بهذه التوجيهات وكثيرا من التوجسات والمخاوف ! فهم لا يرون ما يرى الآباء والأمهات ! ولا يخافون من تجريب مجالات الحياة المختلفة كما يخاف الآباء والأمهات ! .
فهم مصممون على تصرفاتهم وحياتهم وأفكارهم ويحاربون من أجل بقائها والانتصار لها ! مهما كلفهم الأمر ! ومهما كان الثمن باهضاً ! ومهما كانت تلك المخالفات عظيمة وكبيرة !.
ويكبر الأولاد وتكبر أحلامهم وآمالهم معهم ! ويشقون أحيانا الطريق الوعر ليصلوا بأنفسهم وعقولهم إلى مستقبلهم المنشود ؛ رغم التحديات والصعوبات والعقبات والمخاوف، فالتصميم والانتصار والمبادرة والبذل يحقق لهم ما يطمحون إليه ويأملون الحصول عليه .
الإنتقال في مراحل العمر المختلفة والمتباينة ومراحل التعليم من البراهين الواقعية على أن الأولاد وصلوا إلى مراحل متقدمة في النضح والوعي والإدراك والمسؤولية.
وعندما يتخرج الأولاد من الجامعة ويحصلون على فرص العمل ويمارسون تلك الأعمال ، ويكون لهم ذلك الدخل المالي الجيد الذي يُمكّن لهم الحصول على منزل والقدرة على توفير الحياة الكريمة وعلى توفير الاحتياجات الضرورية أو حتى الحد الأدنى منها !.
هنا تبدأ المطالبة الظاهرة أو الخفية والرغبة الفطرية الملحة في إيجاد عروس للابن أو للبنت ! ويبدأ الأهل ممثلا في
الأمهات أو الأخوات في البحث والسؤال عن العرائس للجميع .
رحلة البحث للأبناء عن زوجات صالحات رحلة ممتعة وقد تكون شاقة إذا كانت الصفات المطلوبة فيها من الخيال العلمي.
وهذا معروف لدى جميع الأسر الكريمة والعوائل المحترمة في عالمنا العربي والإسلامي .
ولكن الموضوع الذي يكاد يكون نادراً وعزيزاً إلا عند بعض الموفقين من الناس من الآباء والأمهات ألا وهو البحث والتنقيب عن أزواج صالحين للبنات .
كما أن الابن غال عند أهله كذلك البنت يجب أن تكون غالية ، والبحث والتنقيب للأبناء الذكور عن زوجات صالحات لا يقلل من شأن العقلاء والفضلاء في البحث والتنقيب كذلك للبنات عن الأزواج الصالحين .
إن صورة الرجل الصالح الذي يعرض إحدى ابنتيه على نبي الله وكليم الله ورسول الله موسى عليه السلام ويقبل الرسول عليه السلام ويتزوج من إحدى البنتين ، وكذلك صورة ونموذج أم المؤمنين ووزيرة الإسلام الطاهرة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها وهي تفتش عن زوج صالح وتستعين بأقرب الناس منها وتخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه ! .
إن هذه الصور الجميلة الطيبة المفرحة والمبهجة تحتاج إلى إحياء من جديد من الآباء والأمهات الطاهرين والصالحين،
وأن تكون صفة البحث عن أزواج صالحين للبنات ظاهرة في مجتمعاتنا العربية المسلمة .
وإذا فعل الآباء والأمهات ذلك فإن الأولاد قد كبروا وكبروا
وهم وقد بلّغوا شيئاً عظيماً من رسالتهم في الحياة الإنسانية الجميلة.
وهذه هي الفرحة الكبرى للآباء والأمهات عندما يشاركون الأولاد في ليالي الأنس عندما يتزوج الأولاد.
ويقف الأولاد أمام الآباء والأمهات وهم يرددون:
(بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير).
يقول الشاعر العربي : حطّان بن المعلّى
لولا بُنيّـاتٌ كزُغْـبِ القَطـا
رُدِدْنَ مـن بعـضٍ إلى بـعضِ
لكان لـي مُضْطَـرَبٌ واسعٌ
في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ
وإنـمـا أولادُنـا بيننـــا
أكـبادُنـا تمشـي على الأرضِ
لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم
لامتنـعتْ عيـني من الغَمْـضِ !
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.
مقالة جميلة واقعية تحاكي مانعيشه في ضوء التفكير بمستقبل الأبناء والانشغال بأحوالهم وما نتمناه لهم من مستقبل يحمل لهم الخير والصلاح
وفق الله أولادنا لما يرضي الله ويرضينا وإياهم من وظائف
مريحة وزواج ناجح
كل الشكر والتقدير
قلم متمير وفكر راقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله تعالى صباحكم بالخيرات والمسرات
حياكم الله تعالى الأستاذة القديرة نعيمة البدراني
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل على المقال
وحقيقة أولادنا هم مشاريع حياتنا العظيمة
وهم في كل مرحلة يحتاجون منا الدعم والمساندة
وخصوصاً بعد زواجهم فهم يحتاجون التشجيع والتحفيز
وأن نكون لهم بيوت خبرة في الحياة الزوجية والأسرية السعيدة.
وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه.
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…
بارك الله علمك لك علمك د / سالم
ونفع بك و حفظ لك وللجميع الذرية الصالحة
و آمتعنا بصلاح حياتهم معنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذة القديرة شقراء الطالبي
شكرا لكم على مروركم الجميل
ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا
لنا ولكم العون والتوفيق والسداد والإخلاص.
آمين آمين يارب العالمين.
أحسنت يا دكتور سالم في التعبير عن مشاعر الآباء تجاه أبنائهم، مهما كبروا، يظل لديهم ذلك الشعور بالقلق والرغبة في حمايتهم. لقد لامست في مقالك جوانب عميقة من تجربة الأبوة والأمومة، مما يجعلنا نتأمل في كيفية دعمهم خلال تحديات الحياة.
شكراً لك على هذه الكلمات المؤثرة👍
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة مديرة التحرير الكريمة
الأستاذة ابتسام الجبرين
بارك الله فيكم ولكم وعليكم
اولاً: شكرا لكم على مروركم الجميل على المقال .
ثانياً: مرحلة زواج الأولاد مرحلة إنتقالية مهمة جدا
للأولاد من البنات والبنين وكذلك للآباء والأمهات.
ثالثاً: كذلك ما بعد زواج الأولاد يحتاجون من الآباء والأمهات
الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع والدعاء بالسعادة الزوجية.
رابعاً: نحن في جمعية مراكز الأحياء بمنطقة مكة المكرمة محافظة جدة نقويم دورات تدريبية لتأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج لتقديم النصح والتوجيه السليم والإرشاد الزواجي الأسري…والحمد لله رب العالمين النتائج طيبة وجميلة.
وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…