كُتاب الرأي

“عندما تتحول المتعة إلى مأساة: مخاطر الألعاب عالية الارتفاع”

“عندما تتحول المتعة إلى مأساة: مخاطر الألعاب عالية الارتفاع”

سلوى راشد الجهني

في الحدائق العامة والملاهي، حيث تُرسم على وجوه الأطفال ابتسامات الفرح، تقف ألعابٌ شاهقة الارتفاع تجذبهم بحماس وتجعلهم يهرعون إليها شوقًا للتجربة. غير أن هذه اللحظات السعيدة قد تنقلب في لحظة إلى مشاهد مأساوية مؤلمة نتيجة غياب معايير السلامة أو ضعف الإشراف.
وقد أرشدنا النبي ﷺ إلى تحمّل مسؤولية من تحت رعايتنا، فقال:
“كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته” (متفق عليه)،
وهذا يشمل حماية الأطفال من أي خطر محتمل في بيئات اللعب والترفيه.

ما المقصود بالألعاب عالية الارتفاع؟

هي الألعاب التي يتجاوز ارتفاعها مستوى أمان الطفل، وتتطلب صعودًا أو تأرجحًا أو حركة سريعة من مكان مرتفع، مثل:

الزحاليق العملاقة.

جدران التسلق.

الأرجوحات العالية.

الدوّامات السريعة أو الدوّارة (مثل لعبة “Pendulum”).

ألعاب القفز الهوائي والتوازن المرتفع.

حادثة الطائف – تحذير واقعي مؤلم

في أواخر يوليو 2025، شهدت مدينة الطائف حادثة مؤلمة في أحد المتنزهات حين انهارت لعبة “360° Big Pendulum” وسقطت مقصورتها من ارتفاع شاهق أثناء التشغيل، مما أدى إلى إصابة 23 شخصًا، بينهم أطفال، بعضهم في حالات حرجة.
وقد سارعت فرق الهلال الأحمر والدفاع المدني إلى الموقع، وتم إغلاق المتنزه وفتح تحقيق رسمي.
هذا الحادث أعاد فتح ملف السلامة في ألعاب الحدائق والملاهي، خاصة تلك المرتفعة والخطرة.

أبرز المخاطر الصحية والنفسية

الإصابات الجسدية: مثل الكسور، والارتجاج الدماغي، والجروح العميقة.

إعاقات دائمة: في حال السقوط من ارتفاعات حادة دون وجود أرضية آمنة.

الآثار النفسية: خوف مزمن من اللعب، تراجع الثقة بالنفس، اضطرابات قلق بعد الحوادث.

أسباب تكرار الحوادث في هذه الألعاب

1. ضعف الصيانة الدورية للألعاب.

2. غياب الأرضيات الممتصة للصدمات (مثل المطاط والرمل).

3. تصميم الألعاب دون مراعاة الفئة العمرية أو الوزن.

4. استخدام خاطئ أو ازدحام غير منظم أثناء اللعب.

5. نقص الإشراف من الكبار أو مسؤولي الحديقة.

توصيات وقائية لحماية الأطفال

التأكد من مطابقة اللعبة للمعايير الفنية والسلامة.

اختيار ألعاب مناسبة للعمر والطول والوزن.

عدم ترك الطفل بمفرده دون رقابة.

تعليم الأطفال قواعد اللعب الآمن.

المطالبة بوجود لافتات إرشادية واضحة عند كل لعبة.

اللعب حاجة نفسية وتربوية لا غنى عنها في حياة الطفل، ولكن تبقى السلامة هي الأولوية. كل متر ارتفاع يجب أن يُقابله وعي ومسؤولية واحتياط.
وإذا كان الطفل لا يدرك الخطر، فدورنا أن نُدركه نيابةً عنه.

كاتبة رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى