كُتاب الرأي

على ناصية ِالحلم

نعيمة البدراني

منذ كنتُ طالبة في المرحلة الإبتدائية ،وفقرة الإذاعة المدرسيَة هي الأهم في قائمة اليوم الدراسي
أسمعُ وأنظرُ وأفهم.
لم تكن المعلمات يلتفتن لي لاختياري طالبة إذاعة
حيث كنتُ هادئة وأتحدثُ بالقدر الذي يمليه السؤال أو الاستفسار.
في حصص الفراغ كنت لا انخرط في مجموعات كبيرة أكتفي بالحديث مع من بجواري وغالبا ما أكون مستمعه .
على الضفة الأخرى طفلة ذات أمنيّة، ترغب أن تكون على منبر الإذاعة مكان رائع، مرتفع وواضح ومزيّن.
والكل ينظر ويستمع ويُعجب
تمر سنوات وأنا بنفس الرغبة ، لافرصة أتت ولا أنا بادرتُ.
وفي يوم شاء الله أن يكون تحضير برنامج الإذاعة من قبل الأستاذة هدى معلمة المواد الدينيّة .
في حصة الحديث ونحن نستمع لشرح الدرس جاءت إحدى الطالبات من الفصل الآخر واستأذنت بالدخول واعطت المعلمة ورقة ، قرأتها المعلمة وقالت مستغربة غداً!!؟
انتهى الدرس وبدأت المعلمة في البحث في كتاب معها .
وأخبرتنا أنَ غدا موعد إذاعة خامس ب (فصلنا )
وإنها للتو عرفت بهذا الأمر
وبدأت بترتيب وتحضير الفقرات
فلانة ستقرأين القرآن الكريم وصمتت، وجالت بعينيها في أنحاء الفصل حتى استقرت علي
نعيمة أنت الحديث الشريف
وبدأت ترتب وتجهز باقي الموضوعات
وأنا منشغلة بالورقة التي فيها فقرتي ، (حديث شريف)
وثلاثة أسطر كدتُ أطير من الفرح قرأت الورقة عشرات المرات وذابت بين يدي بكثرة وضعها في حقيبتي وإخراجها وأذكر أن أختي قامت بكتابتها من جديد على ورق مُقوى وخط أجمل حتى تليق بي وأنا أقرأ
وأيقظتني صباحا ، وزينت شعري بشريطتين جديدتين
قصتهما صباحا من لفافة أخرى .
بيضاء ناصعة هكذا جرت العادة في المناسبات المدرسيَةأن نغير هذة الشريطة وكلما كانت جديدة دل ذلك على أناقة الطالبة
وقفتُ على منبر الإذاعة قرأتُ واثقة وبصوت عالٍ كانت فقرتي في الترتيب هي الثانية
مر الأمر بشكل روتيني للجميع مجرد إذاعة صباحية وانتهت .
ولكن بالنسبة لي كان يوم بداية الوصول للحلم
حيث تكرر ظهوري في إذاعة الصباح
و أصبحت ُطالبة أساسية في الإذاعة في الصف السادس ومقدمة لفقرات الإذاعة وكثيرا ما أكون صاحبة الموضوع الأساسي .
كنت هادئة ولكن ذات صوت واضح وقوي وقادرة على ضبط الكلمات والتنغيم وذات مسؤولية فأول من يمر بباب المدرسة ويصل الفناء صباحا أنا
خاصة إذا كنت مُكلفة بالقراءة في هذا اليوم
مرت السنوات وحب الإذاعة ينمو في داخلي
وفي كل سنة أكتسبُ مهارات جديدة وانافسُ زميلاتي.
واليوم أنا معلمة الإذاعة
سنوات وأنا بهذا اللقب الذي أحبه
وتميزت به في مدرستي بين زميلاتي ومع طالباتي
وأمام مديرتي كل صباح
وكأن هذا التكليف أصبح مرتبطا بي
كل مايتعلق بالإذاعة والمناسبات المدرسيَة وقراءة بطاقات التهنئة والشكر وعبارات الترحيب، وإعداد المقالات وتصحيح موضوعات الكتابة الإبداعية من مهامي
فلله الحمد والمنة

كاتبة ومؤلفة وقاصة

نعيمة محمد البدراني

كاتبة رأي و خواطر وقصص

‫3 تعليقات

  1. ذكرتيني بنفسي في الإذاعة على عكسك تماماَ😂😂كأن في المدرسة لايوجد طالبة غيري لتمكني من الالقاء بطلاقة وكذلك لحبي للقراءة والحمدلله انعكس ذلك في حياتي العملية مع طالباتي… اسعدتني حروفك كثيراً سلمتِ وسلم بنانك أستاذة نعيمة💕💕💕💕

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى