عفواً أيها الصديق الوفي

بقلم ✍️ : حسين القفيلي
عفواً أيها الصديق الوفي
قابلني أحد الأصدقاء والذي انقطعت عنه كثيرا ً، رغم التواصل عن بعد ولكن عند لقائنا وجهاً لوجه بعد طول الغياب كان يحمل تلك الصفات التي أعرفه بها وأحببتها فيه ولم يتغير رغم مدة الغياب فعمق الحديث ولهفته ومشاعره النقيه الصادقه هي من صفاته التي لازال يحتفظ بها
وهم قلة أولئك الثابتون مايتغيرون مهما بعدت المسافه أو تغير وضعهم الاجتماعي ،تناولنا أطراف الحديث وكان يحدثني عن التقدم في العمر وإننا وصلنا لمرحلة استفدنا من خلالها الكثير ويجب أن يكون تواصلنا حضوريا ًشبه دائم خاصة بعد إن أصبحنا بمنطقة واحده إن هذا الصديق الوفي يدرك إننا بالفعل نكبر وتكبر الأحلام معنا ، نكبر ونتعلم الكثير ونأخذ من الحياة العديد من الدروس ونتعلم من أخطاء الماضي هذا مايجمع عليه أيضاً غالبية الناس وما أشبعوه الكتّاب والشعراء وتحدثوا عنه وقالوا مع الكبر ننضج ومع الكبر نتعلم ولكن الذي لايمكن تجاهله حتى وإن تجاهلنا ذلك هو إن مع تقدم الإنسان في العمر تستولي عليه الرغبةُ في العُزلة ويصبح حديثه لنفسه أكثر مما يقوله أمام الآخرين ويصبح أقل صبراً وأكثر حساسية من الآخرين وتقل دائرة الأصدقاء ، أي إننا أصبحنا نشتري خواطرنا لاخواطر غيرنا ولم نعد نتحمل تلك المجاملات على حساب صحتنا ، حتى وإن كان للكبير قدره كما تعلمنا شريعتنا السمحة وأداب مجتمعاتنا وأخلاقهم الإسلامية وقليلاً مايتعرض كبير السن لما يكدر صفوه إلا إن هذا الكبير لم يعد يتسع صدره كما كان في سن الشباب لقد أثقلته الأيام بما فيها حتى وإن سبق له العيش عبرها في سعادة وسرور إلا إنها تمر بسرعة عابره وكما قال الأديب والكاتب مصطفى محمود: «مصنوعون من الفناء، ولا نُدرك الأشياء الا في لحظة فنائها» فرفقاً بخواطرنا كلما كبرنا لأنها تؤثر بأجسادنا وعذراً صديقي الوفي ربما حضورنا الدائم الذي تتمناه قد لايكون كما كنا بسن الشباب وقد لاتجدني كما عهدتني وهذا اعتراف مني فقد سمحت للبُرود أن يتَسلّل إلى قلبي دون مقاومة ليس كرهاً لصداقة الشرفاء ولكن إيمان مني بوصولي إلى المكان الذي يصعُب الرجوع منه وبعض النهايات بداية حقيقية لأنفسنا. ولا نملُك القدرة على استعادة أي شي أكثر مما أعطينا في الماضي والذكريات الجميلة لايمكن أن تعود ، ختاماً اللهم أ حسن خاتمتنا جميعا يارب العالمين.
أديب وكاتب رأي وشاعر سعودي
لا فُضّ فوك أبا محمد فقد كان كل واحد منكما أنت وصديقك الوفي-كما وصفته أنت-وفيّاً بل ومتعلّقاً بصديقه القديم وحافظاً لودّه ومعتزّاً بصداقته القديمة.فجزاكما الله خيراً وحفظكما من كل مكروه وأدام ما بينكما من مودّة وأخوّة وصداقة.