كُتاب الرأي

عادات أهل مكة روح كرم و سخاء ضيافة

 

عادات أهل مكة روح كرم و سخاء ضيافة

تعد مكة المكرمة مهدًا للضيافة وروح الكرم منذ القدم، وموطنًا لعادات أصيلة توارثتها الأجيال، لا تزال حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، خاصة في موسم الحج. ويحرص أهل مكة على إبراز هذه العادات، التي تمثل جزءًا من هويتهم الثقافية والدينية، وتعكس مكانة المدينة المقدسة في قلوبهم.

ومن أبرز هذه العادات استقبال الحجاج بالأهازيج والرياحين، وتقديم الماء والطعام لهم، وفتح البيوت للترحيب بهم، في تقليد يعكس كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال. ولا تزال موائد الطعام تُفرش في ساحات الحرم، خصوصًا تلك التي تتضمن الأكلات الشعبية، التي تعبر عن التراث المحلي.

كما يحرص أهالي مكة على تبخير الحرم المكي الشريف والأحياء المحيطة به بالعود والمسك، في عادة تعبّر عن حبهم وتعظيمهم لهذا المكان الطاهر، وتمنح الزوار أجواء روحانية مميزة.

ومن العادات المكية المتفردة أيضًا ما يُعرف بـ”يوم الخليف”، وهو يوم عرفة، حيث تخرج نساء مكة وأطفالهن إلى الحرم، مستغلين خلوّه من الحجاج الذين اتجهوا إلى مشعر عرفات. فيؤدين فيه الطواف والعبادة، ويُطلق عليهن لقب “مؤنسات الحرم”؛ إذ يملأن أركانه في مشهد يبعث السكينة والطمأنينة.

وفي امتداد لهذا العطاء المتأصل، يشهد موسم الحج في السنوات الأخيرة مشاركة فاعلة من الفرق التطوعية، التي تضم شبابًا وشابات من مكة وسائر مدن المملكة. يعمل هؤلاء المتطوعون على توجيه الحجاج، ومساعدتهم، وتقديم العون لهم بلغات متعددة، في صورة تجسّد التراحم والتكاتف الإنساني.

إن عادات أهل مكة لا تقتصر على موسم بعينه، بل هي نمط حياة، وروح متجددة تنبض بالمحبة والكرم. قلوبهم عامرة بحب الحرم، وبيوتهم تظل دومًا مفتوحة للضيف، كما كانت منذ قرون، وكما ستبقى بإذن الله.

بقلم : صباح أحمد العمري

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى