خواطر
**طيف الغياب**


**طيف الغياب**
احتل البرد زوايا قلبها، وخيّم الظلام على دروبها.
كلما سلكت طريقًا، لاح أمامها طيفه؛
تهرب من ذكراه، ظنًا أنه غاب، لتُفاجأ بأنه قد رحل فعلًا.
غادر المكان، اللحظات، كل الأوقات.
جاء بدر منتصف الشهر بدونه، وحين رفعت عينيها للسماء،
رأت ظلاله بعد أن حاول إخفاء صورته.
نعم، هاجر بعيدًا عن أرضها،
حاملًا معه أحاسيسها،
أضواء الشموع، ضحكات الفرح، بريق الأيام، وتنهيدات الاشتياق.
زفرات الأنين تجمعت في ليلة واحدة،
ليلة غاب فيها وجوده، لكن طيفه بقي، لأنه لم يأخذه معه…
ذاك المهاجر لم يعلم أنه كان وطنًا لروح، وملاذًا لأمانها.
فلو أدرك لحظةً واحدة ما كان يعنيه لها،
لما غادر أبدًا.