الأخبار

طيار أمريكي يرفع شعلة الاحتجاج ضد الإبادة الجماعية في غزة ويرحل

صحيفة آخر أخبار الأرض الإلكترونية- واشنطن: في حادثة مأساوية لفتت الأنظار إلى الواقع المأساوي الذي يعيشه سكان قطاع غزة، أقدم طيار أمريكي على حرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن.
الطيار الشاب آرون بوشنل، البالغ من العمر 25 عاما، قام بهذا الفعل العنيف والجريء احتجاجا على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وتدعمها بعض الدول الأوروبية والنخب الحاكمة في بلده الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا وقد بث بوشنل حادثة إحراق نفسه مباشرة على منصة التواصل الاجتماعي “تويتش”، وظهر وهو يحمل علم فلسطين وكتب “فلسطين حرة” خلفه، وقبل أن يقوم بإشعال النار في نفسه، كان يصرخ بحرقة وبصوت عال “الحرية لفلسطين” مرارا وتكرارا، معبرا عن غضبه واستنكاره للمعاناة التي يعانيها الفلسطينيون في غزة علي يد القوات الإسرائيلية المحتلة وكان يقول إنه يرفض أن يكون جزء من هذه الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة.
وبعد أن أشعل النيران في جسده، توقف بوشنل عن التنفس وسقط علي الأرض، وأعلنت السلطات المحلية وفاته في وقت لاحق.
هذه الحادثة الصادمة أحدثت صدمة واسعة في الولايات المتحدة وفي دول أوروبية عديدة، وأسهمت في إلقاء الضوء على القضية الفلسطينية والأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة من جديد.
حركة (حماس) من جانبها عبرت عن تعازيها وتضامنها مع عائلة وأصدقاء الطيار الأمريكي، وألقت بالمسؤولية على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لدعمها الكيان الصهيوني في حملته ضد الشعب الفلسطيني، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان حادثة الناشطة الأمريكية راشيل كوري التي كانت عضوة في حركة التضامن العالمية (ISM) وسافرت إلى قطاع غزة في فلسطين خلال فترة الانتفاضة الثانية، وتوفيت عندما قتلتها جرافة إسرائيلية أثناء محاولتها حماية منزل فلسطيني من الهدم.
راشيل كوري كانت تقوم بعمل درع بشري مع مجموعة من النشطاء الآخرين لحماية مخيم رفح للاجئين في قطاع غزة من الهدم، ووفقا للسلطات الإسرائيلية في ذلك الوقت، كانت عمليات الهدم ضرورية بسبب استخدام المسلحين الفلسطينيين لتلك المباني كساتر لإطلاق النار على الدوريات الإسرائيلية أو لحفر أنفاق لتهريب الأسلحة، وتم إغلاق ملف التحقيق الذي أجرته السلطات الإسرائيلية في وفاة راشيل كوري، وأعلنوا أن وفاتها كانت حادثا عرضيا ولم تتم محاسبة الجنود الإسرائيليين على هذا الحادث، ووالدي راشيل رفضوا نتائج التحقيقات الإسرائيلية ورفعوا دعوى قضائية ضد الحكومة الإسرائيلية، متهمين الجيش الإسرائيلي بقتلها بشكل غير قانوني أو عن عمد أو بسبب الإهمال.
وحادثة راشيل كوري والطيار الأمريكي هذه تجسد حالة الغضب والاحتجاج الذي تنتاب الكثير في أمريكا ﻭ أوروبا تجاه الأوضاع الراهنة في غزة والتجاوب الدولي المحدود مع الأزمة الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر علي النساء والأطفال وكبار السن والأبرياء بالأسلحة الفتاكة.
ومن المؤكد أن هذه الحادثة سوف تؤدي إلى زيادة الضغط على الحكومات الغربية لتبني مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ولكن من الضروري أيضا أن نذكر الجميع بأن استخدام العنف ضد النفس في حالات الاحتجاج ليست طريقة مثالية لتحقيق التغيير، فالحوار والنقاش والدفاع عن القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وبالوسائل القانونية أكثر فاعلية في إيصال الرسالة وتحقيق النتائج المرجوة.
فهذه الحادثة حادثة مأساوية ومؤلمة دون أدنى شك وان كانت تذكرنا بالأوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني في غزة إلا أننا بحاجة ملحة لإيجاد حل سياسي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ومن هذه الصحيفة نطالب المجتمع الدولي والقوى السياسية والحقوقية أن يتعاونوا معا من أجل تحقيق السلام والعدالة في المنطقة، وإيجاد حلول تلبي طموحات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن يوقفوا هذا الهلوكوست الفلسطيني الذي يحدث كل يوم أمام أنظارهم ويراه البعض حقا مشروعا لمتطرفي الحكومة الحالية في دولة إسرائيل العنصرية.

محمد الفريدي

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى