( طارقُ الليلِ)

( طارقُ الليلِ)
أَيَّا طَارِقَ اللَّيْلِ لَقَدْ بَاحَ بِي سِرِّي
وَأَشْعَلْتَ نَارَ الوَجْدِ فِي دَاخِلِ الصَّدْرِ
وَأَيْقَظْتَ أَشْجَانَ المُحِبِّ صبابةً
وَعَادَتْ بِهِ الذِّكْرَى لِعَهْدِ الهَوَى العُذْرِي
أَعَدْتَ لَهُ الشَّوْقَ القَدِيمَ وَأُنْسَهُ
فَمَا زَالَ حُبٌّ فِي عُرُوقِ الدِّمَا يَجْرِي
سَقَى اللهُ أَيَّامَ خَلِيلٍ نُحِبُّهُ
دُمُوعُ سَحَابٍ وَابِلٍ هَاطِلٍ بِكْرِ
إِلَيْهِ حَنِينُ القَلْبِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ
إِذَا أَدْلَجَ اللَّيْلُ لَهُ الفِكْرُ بِي يَسْرِي
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي فِي الفُؤَادِ مَكَانَهُ
لَهُ الطَّاعَةُ العَمْيَاءُ بِالنَّهْيِ وَالأَمْرِ
شَرِبْنَا كُؤُوسَ الحُبِّ فِي حَانَةِ الهَوَى
كَأَنَّ شَرَابَنَا الخَمْرُ مِنْ سَاقِي الخَمْرِ
فَفِي سَاحَةِ الحُبِّ المُصَفَّى مَنَاهِلُ
وَرَادٌ يَعُلُّ المَاءَ مِنْ طَاهِرِ القَطْرِ
عَلَى العَهْدِ بَاقٍ لاَ أَخُونُ وَدَادَهُ
وَإِنْ صَرَمَ الدَّهْرُ العَلاَقَاتِ بِالهَجْرِ
عَلِقْتُ الهَوَى مِنْهُ وَبِالقَلْبِ لَمْ يَزَلْ
مِنَ اللهِ مِيثَاقٌ إِلَى آخِرِ العُمْرِ