كُتاب الرأي

(ضياع لبنان السياسي )

اللواء/ محمد سعد الربيعي

من يلاحظ فقدان القرار السياسي في لبنان يتعجب من اللبنانيين أنفسهم بكل فئاتهم و مكوناتهم الإجتماعية والدينية والسياسية ، بالطبع نركز هنا على السياسيين منهم الذين يلاحظ أنهم ينتظرون مايصرح به من بقي من كوادر حزب اللات الهالك ليتوافقوا معهم في تلك التصريحات السياسية أو العسكرية وخلافها ،أي عدم خروجهم عن الخط السياسي الذي يتبعه الحزب في لبنان، وهذا ربما يعود لماسبق أن كتبت عنه من أن شبح نصراللات لازال مخيماً على لبنان ، وبشرح أدق تفصيلاً أن سياسيوا لبنان يخافون أشد الخوف من ممارسة حقهم السياسي في المناداة بإستقلال لبنان عن الحزب ، أي أنهم لازالوا يخافون من إغتيالات الحزب التي تمثل في لبنان يده الطويلة ، في استهداف أي مسئول لبناني يخرج عن سياسة حزب إيران ( مثل ماحدث مع الحريري وغيره من سياسي وكتاب ومثقفين لبنانيون كانو على صدام مع حزب إيران وتوجهاته في لبنان ) ، كما هي يد إسرائيل عليه طويلة في هذه الأيام (أي على الحزب ) وإيران وسوريا والدول التابعة لإيران وأذيالها في المنطقة.

لايزال اللبنانيون ينتظرون من سينتزع لهم الحق السياسي في تطبيق القرار 1701 ، وهو نزع سلاح حزب الله ، وإعادته إلى شمال نهر الليطاني ، وهو ما تطالب به إسرائيل الآن ، وكان مطلب لبناني عربي منذ سنين مضت ، ولكن الحزب لم ينفذه بدعم من إيران ، ونبيه بري الذي يعد أحد أكبر العملاء الإيرانيين في لبنان ، وهو بمثابة رأس الحية في تدمير لبنان ، والحاق تبعيته لإيران ، أقول ينتظر اللبنانيون من سينتزع حقهم في استقلال بلدهم في ظل وضعهم الضعيف وتبعية أغلب سياسيوها ( لبنان ) لإيران التي اشترتهم ، واشترت مواقفهم السياسية بالمال نظير سكوتهم ، وتنفيذ سياسة إيران في لبنان والمنطقة.

ماتقوله إيران الآن في تناقضات سياسية غريبة أن تصدر من دولة ترى في نفسها أنها دولة قوية وتستطيع مقارعة الدول الكبرى ، وحينما نرى ماتصرح به في مواجهة عاصفة إسرائيل التي قصفت ظهر إيران في لبنان وسوريا ، وبالأمس في اليمن ، ونرى اليوم إيران تقول أن صبرها في عدم الرد يأتي من الحكمة في مواجهة هذه الأحداث ، وفي تصريح آخر تقول أنها تمتنع عن الرد للمحافظة على الأمن الإقليمي.

ونرى إيران في الجانب الآخر تحرض من بقي من حزبها في إيران بالرد على إسرائيل بتصريحات نارية ، كما تحرض ذيولها في اليمن والعراق وسوريا المتهالكة بإستهداف إسرائيل ، في الوقت الذي تيقنت تلك الذيول أن إيران ستتركهم لإسرائيل لقمة سائغة ، وهم بذلك سيبقون ينتظرون ماسيئول له مصير حزب اللات في لبنان ؟ وفي ظل هذا الوهن الإيراني وعدم قدرته الدفاع عن حزبه في لبنان ، فقد يكون من الضروري أن يتولى لبنان زمام أموره ، ويحزم مواقفه في إعادة انتشار جيشه في الجنوب اللبناني .
أشرت في مقالات سابقة أن إسرائيل ماضية في القضاء على الحزب في لبنان ، وهو ماستواصله إسرائيل إلا في حالة حصولها على مكاسب سياسية وعسكرية كبيرة في لبنان وربما في المنطقة في سوريا بالإعتراف بهضبة الجولان بأنها جزء من إسرائيل ، وليس لسوريا فيها أية مطالب مستقبلية ، وربما أيضاً في الجنوب اللبناني ، وفي هذه الحالة تغير إسرائيل موقفها العسكري ، ومن شبه المؤكد أن إيران ستحقق كل المطالب الإسرائيلية مقابل بقاء حزبها في لبنان ، وعدم استهداف طهران ومنشآتها النووية ، أي بمعنى آخر أن إيران ستبيع دول الممانعة لإسرائيل وستحقق المطالب الإسرائيلية كما أشرت آنفا ، مالم تتنبه له لبنان وتعمل على اتخاذ قرارات سياسية مصيرية ومنها فصل أكاذيب الحزب وارتباط عملياته بما يحدث في غزة ، ونشر قواتها في الجنوب ، لأن الحزب ينفذ سياسة إيرانية بحته ليس إلا .

لبنان لم يعد قادراً على إدارة المواجهة مع الحزب ، كما هو ملاحظ من خلال الأيام الماضية ، لأنه مليء ( لبنان ) للأسف بالخونة الذين استقطبهم الحزب وإيران ، وسيطر عليهم ، وبالتالي سيطر على القرار السياسي في لبنان ، ومايتعلق بالحزب فهو الآن في أشد ضعفه ، ونعيم قاسم لايمكن أن يكون بديلاً لنصر اللات لاعتبارات كثيرة ، ولعل أهمهما أنه سبق إختطافه من إسرائيل وإعادته بعد أن تم اخضاعه لعمليات تجعله يبقى مخزوم الأذن لإسرائيل حتى نفوقه ، وربما يتولى إدارة الحزب هاشم صفي الدين الذي إلى الآن لم يصرح بمكان تواجده ، خشية أن يلقى مصير من سبقوه من كوادر الحزب وقياداته . وفي ظل هذا الوضع نشاهد التباكي على نصر اللات في لبنان ، وعدم الجدية في وضع قرارات مصيرية تنفر بجلد لبنان من حزب اللات ، وهو كما أسلفت انتظار لمن سينتزع حقهم السياسي في الجنوب ، وهو ما ستحققه لهم إسرائيل وتستولي على الجنوب ، إن لم يثور الشرفاء في لبنان ، ويأخذوا حقهم بأيديهم ، مع طرد الخونة والعملاء من حكومة لبنان ، وإزاحتهم عن كراسيهم الملوثة بالتومان الإيراني.

كاتب رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى