كُتاب الرأي

( صنعاء وهروب القيادات الحوثية)

 

 

من المستغرب ركون الشعب اليمني الذي يدعي العروبة ، وأصلها ، وهي شيمُ لاتقبل الضيم ، لشرذمة حوثية تمكنت من إحكام قبضتها على اليمن ، وعاصمته صنعاء التي عُرفت عبر التاريخ بعدم مقاومتها للمستعمر والمُحتل أياً كان ، بل تفتح صدرها وأرجلها كما يقول اليمنيون أنفسهم قبل ذراعيها لمن يدخلها كمستعمِر أو مُغتصب لها !
الكل يتشارك الهم مع اليمنيين من أخوانهم العرب ، في إحتلال عاصمتهم ، ومدنهم ، من قبل الحوثيين الذين لايشكلون أهمية فيما لو رجعنا لأبناء اليمن الذي يتجاوز عددهم الخمسة والعشرون مليونا ، وكيف ارتضوا بالتسلط الحوثي على رقابهم ، أقول يتشارك كل العرب والشرفاء مع اليمنيين في همهم حول مايقع من أصحاب صعدة بهم ، ويستغرب هذا الكل العربي الشريف سكون ، وسكوت هذه الملايين اليمنية لتصرفات الحوثيين التي ملأت اليمن بالسجون ، والمعتقلات ، وهدم البيوت ، بل تحويل المساجد الى أماكن رقص وتقييت لعناصر هذه الحركة ، ومن إنضم تحت لوائها !؟
قدمت المملكة العربية السعودية كل الإمكانيات ، والمساعدات بكل أنواعها ، ومختلف أشكالها عبر عصور كل اليمن المختلفة ، وفي كل مايتخيله العقل لليمن وما لا يتخيله وشعبه الشقيق ، وخاصة بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء ، ومن ذلك الدعم العسكري الغير محدود بالمال والرجال ليتمكن اليمن من استرداد صنعاء ، بل تحريرها وتحرير كل شبر في اليمن ، ولكن للأسف اليمن يغرق في الخيانة ، وقد قالها تشرشل ، رئيس وزراء بريطانيا السابق حينما قال ( اذا مات أهل الشمال في اليمن ماتت الخيانة )
نعم لقد جُوبهت المملكة رغم تقديمها كما أشرت كل شيء لليمن بخيانات كبار القوم في اليمن الشمالي ، ومن من كانو يوعدون المملكة ويكذبون ! ، وهم كثر ، ومنهم على سبيل المثال محمود المخلافي الذي وعد بتحرير تعز ، ومالبث أن سرق كل الدعم العسكري ، وهرب به لتركيا، وغيره أمين العكيمي ، محافظ الجوف ، وشقيقه عبدالله العكيمي ، وخلافهم من كبار شخصيات أهالي وأعيان الجوف ، ومنهم على سبيل المثال حسن أبكر ، وكذلك من هَرب أموال الشرعية لمصر ، وبنى هناك ، واشترى بالأموال السعودية الفلل والعمائر في العاصمة المصرية .
لم تقتصر خيانة المملكة فقط على الشخصيات الأهلية اليمنية ، بل إمتدت للسياسية من الشرعية ، التي تورط الكثير من قياداتها بخيانة المملكة واليمن .
الحديث يطول في هذا المجال ، وهو ليس موضوع مقالنا هذا ، وخاصة لو تحدثنا عن دور حزب الإصلاح في اليمن ، وتماهيه وعمله الدؤوب في عدم الجدية لتحرير اليمن ، بل يرون أي الحزب في أيدلوجيتهم أنه طالما حُكم اليمن في زيود الهضبة ، فليس هناك من داعٍ لأخذ الحُكم من يده ، بمعنى آخر أي أنهم يرضون بالحوثي حاكماً لصنعاء طالما وهو زيدي! وهذه مصيبة ، خاصة والحزب يتحكم في الشرعية والحوثيين على حدٍ سواء .
الشاهد هنا وبعد الضربات الامريكية والبريطانية على صنعاء والحديدة ، وهروب القيادات الحوثية من العاصمة صنعاء خشية الاستهداف الامريكي لهم ، وربما لجوئهم لكهوف صعدة ! السؤال الذي يتبادر لذهن كل عربي شريف يهتم باليمن ، هو أين أهل صنعاء ؟، واليمن مجتمعين ؟! أين شرفائهم ، وقادتهم ، ومشائخهم ! وكل من في قلبه ذرة شجاعة وحياء ، أين هم من الإنتفاضة ضد هذا المكون الحوثي الخبيث ، وطرده من صنعاء التي لن تمانع في أن ترحب بهم!؟ وهم شيوخها ، ورجالها الذين أُغتصب كل شيء لديهم حتى عاصمتهم التي قال عنها محمد علي المقدشي لن ندخلها كمحاربين في إحدى المقابلات الاعلامية معه!؟ وهو كان وزير الدفاع في الشرعية ! إذاً اين رجال صنعاء في الداخل ؟ لماذا لايثورون ويستغلون هروب القيادات الحوثية من صنعاء ، ويستعيدوها ؟ أين الشرعية وقواتها العسكرية ! ، ولماذا لاتُزج بقوة المنطقة الأولى وعميدها يحي ابو عوجا لترسل لصنعاء بدلاً من قبوعها في حضرموت لحراسة بترولها للمتنفذين اليمنيين من حزب الاصلاح والشرعية !؟ أين قوة طارق عفاش الذي وهو يلم بكل صغيرة وكبيرة في اليمن ونظامه السابق لقربه من قيادة عمه عفاش ، وأين هو من تحرير الحديدة الأن التي يفر منها كل حوثي ، وماذا ينتظر ، وكذلك أصحاب صنعاء ماذا ينتظرون ؟ ، ولماذا لايأخذون العبرة من تحرير سوريا التي تتألف قياداتها من منظمات مسلحة سورية صادقة ، إستطاعت هزيمة روسيا ، وطرد بشار المجرم المتسلط من سوريا ، وإسقاط نظامه واستعادة دمشق لحظيرته العربية ، أين شرفاء اليمن الذين يملكون القوة والقدرة بأكبر وأقوى مما كانت تملكه المنظمات السورية التي حررت دمشق ! اين احمد عفاش الذي لايعرف مصير والده ، واين يقبع وفي اي ثلاجة في قصر والده عفاش يُحتفظ بجثته! ، اين الحمية والشهامة العربية التي يدعيها اليمنيون !؟ اين هم من طرد هذا المكون الصغير الذي يتحكم في رقابهم ! أم أن ذلك يقع تحت الخيانة اليمنية ، أم تحت أيدلوجية حزب الاصلاح التي تتحكم باليمن ولايضيرها أن يحكمها الحوثي طالما هو زيدي !؟
لابد علي اليمنيون أن يعيدوا قرأة وضعهم ، واعادة النظر في خياناتهم ، وليعلموا أن الحوثي في أعلى درجات ضعفه الان ، وكذلك النظام المجوسي الداعم له ، وهي فرصة للأخذ بأيدي بعضهم البعض ، وتحرير صنعاء ، والحديدة ، وتعز ، وأب ، ومارب وذمار ، ومحاسبة كل من تماها مع الحوثة ، وساعدهم في تدمير اليمن ، وهي فرصة أتت الان على طبق من ذهب ، فليستغلها طارق ، وهو الاقرب لحكم اليمن ، وليبتعد عن حزب الاصلاح الذي لايريد أن يتحرر اليمن!!

 

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى