صناعة النكد في العلاقات الزوجية

في رحلة الحياة الزوجية ؛ والسفينة تشق عباب البحار والمحيطات بحراً بحراً ، ومحيطاً محيطاً ، تتصاعد أمواج الحياة فتعلو بالسفينة على قمم الأمواج تارات ! وتفذف بها في بطون الأمواج تارات الأخرى والأزواج والزوجات قد يبصرون ما يحيط بالسفينة! وقد يكونون لاهين عابثين لاعبين في مراحل حياتهم ! لكنهم هنا يجب وجوباً الحيطة والحذر والتفكير العميق في تجاوز المحنة !
عندما تكون الحياة الزوجية والأسرية هادئة ساكنة مطمئنة فإن ذلك الهدوء والسكينة والراحة والسلامة هو الأصل الأصيل في الحياة الزوجية والأسرية السعيدة، وما عداه طارئ ! ربما يمكث بعض الأيام والليالي ثم يرحل ليعود مرة أخرى وهكذا …
قد تكون الظروف والأحوال المختلفة التي تعصف بالحياة الزوجية والأسرية لها الأثر الكبير في إلهاء الأزواج والزوجات عن حقيقة الحياة الزوجية والأسرية وما فيها من السعادة والتفاؤل والسرور والفرح والأمل والحبور والسكينة والراحة والسلامة والحب والمحبة.
هناك بعض الأزواج لا هم لهم إلا إشعال الحرائق في بيوتهم وأهليهم ، وكذلك هناك بعض الزوجات لا هم لهن إلا صب البنزين على النيران المشتعلة وصناعة النكد في العلاقات الزوجية ؛ وهذا النوع من الحياة الزوجية والأسرية قد لا يطاق ، وقد تنتهي هذه الحياة في زمان الناس برسالة طلاق أو خلع من أحد الزوجين.
من مصادر صناعة النكد الحاصل بين الأزواج والزوجات :
أولاً : الأزواج وطبيعة بعض الأزواج الحدية النكدية .
ثانياً : طبيعة بعض الزوجات وحبها لصناعة النكد الزواجي.
ثالثاً: الأوضاع المالية والمعيشية والإقتصادية التي تساهم في الصناعة.
رابعاً: تدخلات الآباء والأمهات بصورة وطريقة فيها من الميل لطرف دون الآخر وعدم والإنصاف في السماع من الطرفين والحكم العادل بينهما .
خامساً: تدخلات الصديقات والأصدقاء وسماع الأزواج والزوجات لهؤلاء دون تفكير أو روية ، ثم أخذ النصائح والتوجيهات من الأصدقاء والأصحاب والأقارب كأنها ملزمة وهي الحل لأنها الأنسب والأصلح كم يظنون ! .
والحقيقة المعروفة غير هذا كله ! وأن كل هؤلاء يساهمون في صناعة النكد في الحياة الزوجية والأسرية.
ومن أسباب صناعة النكد الحاصل بين الأزواج والزوجات :
أولاً: عدم وضوح النية والغاية من الزواج في البدايات ، وربما غيابها تماماً عن الأزواج والزوجات ، فهو تزوج وهي تزوجت رغبة في إشباع شهوة وغريزة وقضاء وطر ، فإذا أنتهت الشهوة وقضى
وطره وقضت وطرها ، أنتهى كل شيء ، وبدؤوا ينظرون إلى نفوسهم ثم ماذا بعد ؟ خلاص أنتهينا !
ثانياَ: الجهل بالواجبات والحقوق:
هذا للأسف مشاهد ومسموع بين يدي الأزواج والزوجات، فتارة ترى الأزواج يطلبون ما ليس من حقوقهم ، وتارة ترى الزوجات يطلبن ويتمسكن بأمور يعتقدن أنها من أبسط حقوقهن، والحقيقة الجميلة أن على الأزواج أن يعرفوا ويتعرفوا على الواجبات والفروض التي عليهم كأزواج لزوجاتهم؛ وأن على الزوجات أن يعرفن ويعلمن ويطبقن الواجبات التي عليهن لأزواجهن .
ثالثاً: ظاهرة المقارنة بين الأزواج والزوجات:
وهذا الأمر من قواسم الحياة الزوجية والأسرية؛ فكثرة مقارنة الزوجات بالزوجات الأخريات ، وكثرة مقارنة الأزواج بالأزواج الآخرين ، ومقارنة الأحوال المادية والبيت والسيارة والمصروف والسفر وغيرها ، يفقد الأزواج والزوجات لذة الحياة الزوجية والأسرية وجمالها وطيبها ويذهب عنهم استقرارها وهدوءها .
ووالله لو علم كل زوج وزوجة ما ستره الله تعالى عنهم من حياة الآخرين لفرحوا وسعدوا بحياتهم الزوجية ولم يختاروا غيرها .
رابعاً: عدم الرضا بما قسم الله تعالى:
من شروط الزواج الأولى الرضا والقبول ؛ بل يقول والد الزوجة للزوج : زوجتك ابنتي أو كريمتي فلانة ، فيقول الزوج لوالد الزوجة: قبلت الزواج منها أو قبلت الزواج من فلانة ! هكذا تبدأ الحياة الزوجية والأسرية وهكذا تؤسس وبهذا تعلو وتنطلق إلى غايات ومقاصد يريدها الله تعالى .
فالقبول والرضا والتسامح والتغافل هي أحجار البيت المقدسة التي على الأزواج والزوجات بناء الحياة الزوجية والأسرية عليها.
المستشار الأسري الدكتور
سالم بن رزيق بن عوض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكم الله تعالى بالخيرات والبركات
والمسرات والكاذي والياسمين
ما شاء الله تبارك الله
إضافة مميزة ورائعة
من صاحب قلم سيال
ونظرة ثاقبة في المجتمع
شكرا شكرا لكم أبا سلطان.
هناك عدة أسباب لصناعة النكد في الحياة الزوجية، منها طبيعة بعض الأزواج الذين يتميزون بالعجرفة والسلوك النكدي بطبيعتهم، وطبيعة بعض الزوجات اللاتي يملن إلى الاحتكاك وزراعة البغضاء.
وهناك الأوضاع المالية والمعيشية والاقتصادية الصعبة التي تزيد من الضغوط النفسية، وتزيد من حالات التوتر والنكد.
وهناك التدخل غير المنصف من الآباء والأمهات الذي له دور كبير ايضا في صناعة النكد.
لهذا من المهم أن نعمل على تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل في العلاقات الزوجية، وأن يعمل المصلحون في حال “خراب الدنيا” على حل المشكلات بين الزوجين بطريقة بناءة، وأن تقوم الدولة بإنشاء شركات متخصصة مهنية غير ربحية للصلح بين الازواج ، بدل ما هو معمول به الآن ، مكونة من مصلحين معتمدين من جهات مختصة و حاصلين على رخص منها بمزاولة هذه المهنة ،و لها مجالس ادارة، و جميع ما للشركات من ادارات و افرع ، و موارد مالية ، تساعد في تثقيف الأسر، وتحل مشكلاتها إذا لزم الأمر، وتصلح بين الأزواج في حالة طلب أحدهم الطلاق، أو طلبت إحدى الزوجات الخلع، للحفاظ على استقرار الحياة الزوجية، وتقوم الدولة بدفع رواتب للمصلحين ، وتتحمل جميع التكاليف الأخرى إذا لزم الأمر.
تحياتي