صناعة المرأة الودود

تبقى المرأة الطيبة الجميلة الهادئة هي الميزان السامي والعالي للأسر والعوائل الكريمة ؛ فكلما أهتمت تلك الأسر الكريمة والعوائل المحترمة بالتربية والتنشئة الطبيعية السليمة والتعليم والتقويم والتهذيب للأولاد من البنين والبنات كلما كانت النتائج والمخرجات لتلك التربية والتنشئة جميلة ورائعة وأصيلة !
والتربية والتنشئة والتعليم للأولاد يتباين بين الجنسين في المراحل التعليمية والتربوية المتقدمة والمتطورة ؛ فما تحتاجه الإناث في المراحل المتقدمة والمتطورة غير ما يحتاجه الذكور ، فالإناث مثلاً في أشد وأمس الحاجة إلى التعرف على كيفية التعامل مع فترة الدورة الشهرية والتغيرات الفيسولوجية النفسية والمزاجية لهن ؟!.
التربية والتنشئة والتعليم المتقدم على أدورها ومهامها ومسؤولياتها كزوجة صالحة ؛ وكأم بعد ذلك صالحة ! وكيفية التعامل والتفاعل الإيجابي مع المواقف التربوية المختلفة !
كيفية التعامل مع الزواج والزوج ؟! وكيفية التفاعل مع الحياة الزوجية ؟! كيفية التعامل والتفاعل مع الحياة الأسرية؟!
كيفية القيام بالوظائف والأعمال المطلوبة في التربية والتنشئة والتعليم للأولاد من البنين والبنات ؟! .
إن الحصول على مخرج ولد صالح ( امرأة ودود) ! هو غاية من الغايات والمرامي العالية الفاضلة، الشرعية والقانونية النظامية والمجتمعية الفاضلة ! والتي تحتاج إلى تظافر الجهود والطاقات والقدرات والملكات الحياتية في سبيل إنتاج هذا المنتج الجميل الأصيل ! . وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهمية ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم
: ( تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلودَ ، فإني مُكَاثِرٌ بكم الأنبياءَ يومَ القيامةِ ).
إن ضبابية الأهداف والمقاصد السامية الجميلة من الزواج والحياة الزوجية والأسرية عند كثير من الأزواج والزوجات يعتبر هو المعين السلبي على ضياع الأجيال وذهول الأسر الكريمة والعوائل المحترمة عن أدوارها ومهامها والقيام بالوظائف والأعمال المطلوبة منها !.
إن الآباء والأمهات الذين يرون أنهم بتوفير الاحتياجات الأساسية والضرورية مثل المآكل والمشارب والملابس والمراكب والمساكن للأولاد من البنين والبنات قد تجاوزوا بذلك ووصلوا إلى أعلى درجات الإحسان ! هذا التصور الباطل عند هؤلاء الآباء والأمهات ! .
ولذلك كان من أهم الصفات والسمات والكمالات في الأسر والعوائل – الآباء والأمهات – التي تساعد في صناعة وإنتاج المرأة الطيبة الجميلة الهادئة الودود والتي سوف تصنع الفارق الكبير في صناعة وصياغة المواطن الصالح في الأجيال المميزة والمبدعة القادمة :
أولاً: التماسك بين الأزواج والزوجات بين الآباء والأمهات وهو التماسك الأسري بينهم ورعاية بعضهم بعضاً !. فكلما كانت الأسر الكريمة والعوائل المحترمة متماسكة كانت التربية والتنشئة والتعليم مميز ورائع بإذن الله تعالى !
ثانياً: القرب بين الأولاد من البنين والبنات والآباء والأمهات ؛ فكلما كانت الأسر الكريمة والعوائل المحترمة قريبة من أولادها كلما كانت النتائج والمخرجات والإنجازات مميزة ورائعة.
ثالثاً: الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع النفسي للبنات في جميع المراحل والمحطات العمرية ، وخصوصاً تلك المراحل والمحطات التي تتجاوز المرحلة المتوسطة والثانوية ثم المرحلة الجامعية !.
رابعاً: تقبل التقصير ؛ والإهمال أحياناً منها ؛ والتذكير الدائم والمستمر بأنها الآن في مرحلة التعلم والخطأ والصواب ! فيقبل منها فقط الآن ! وتواصل الأسر الكريمة والعوائل المحترمة الدعم والمساندة والصبر والتحمل.
خامساً: الحرص على إكمال وإتمام المراحل والمحطات التعليمية والتربوية ؛ مهما كلف الآباء والأمهات من الأموال والأوقات ؛ فالعلم للبنات خاصة هو الكمال للعقل والدين .
سادساً : أن يغلب الود والحب والمحبة والرأفة والرحمة والتفاهم على الأسر والعوائل المحترمة في سحائب النهار والليل .
سابعاً: أن يغلب خلق التعاون والتراحم والتغافر والتكامل بين أفراد الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة.
ثامناً: أن يكون الآباء والأمهات مثالاً ونموذجاً جميلاً للأولاد وخاصة البنات في الأدب والخلق العالي الرفيع.
تاسعاً: أن تساهم وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ووسائل الإعلام المختلفة صناعة الجيل الجديد المفيد ، وأن تتعرف تلك الوسائل والأدوات على الأدوار والمهام السامية الجميلة منها ، في تحقيق الأسر والعوائل والمجتمع ، الذي تنشده الرؤية المباركة .
عاشراً: الإكثار من الدعاء بالهداية والاستقامة والصلاح والبركة والسعادة والسرور والبهجة والراحة والسلامة والاستقرار والطمأنينة لجميع فلذات الأكباد ومنهم البنات الطيبات الصالحات الجميلات .
قال شاعر العربية الكبير والنيل
حافظ إبراهيم رحمه الله تعالى :
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ !
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ!
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض