كُتاب الرأي

صناعة الحياة السعيدة

صناعة  الحياة السعيدة

في  عصر  الناس   هذا   ؛  هناك   عناوين مشوقة  ومحفزة  للقراءة  والإطلاع  ، ولعل  من  الإدهاش  والإمتاع  ما نراه   ونشاهده  ونسمعه ونقف   عليه  من  مفهوم  الصناعة  في كل  شؤون  الحياة  ، فقد دخل  هذا  المفهوم  في   مجالات الحياة   المختلفة المادية  والمعنوية  على  حد  سواء  .
والسعي  إلى  حياة  أفضل  وأكرم وأحسن هو في الحقيقة   صناعة الحياة  ، في مدخلاتها  وعملياتها  ونتائجها الجميلة ،  متى  أحسنا  تلك المدخلات  وجودنا  تلك  العمليات   فإن  السعادة  والتفاؤل والسرور والفرح والأمل والحبور والسكينة والراحة والسلامة والعزة والمنعة والبهجة  هي النتائج   الصالحة الكريمة   لتلك  المدخلات.
والناس   في  الحقيقة  تجري  حياتهم  كما   تجري  خطوط  المنتجات في  المصانع والمعامل الكبيرة  ، والجودة   كلها  في  الإتقان والإحسان إلى  مسارات  الإنتاج  من  البداية   حتى  استلام  المنتج ،   والمراقبة والحقيقية  لكل المدخلات   والعمليات  وخطوط  الإنتاج  المختلفة.
لنا  أن   نشاهد   منتجات  شركات  السيارات  الكبرى  ،  ومنتجات  شركات الزراعة   ، ومنتجات   شركات   المواد الكهربائية  والبناء ، ومنتجات شركات الطائرات  الكبرى   ،  ومنتجات   شركات  الأدوية ومنتجات  شركات الأجهزة  الكهربائية  ،  ومنتجات   شركات  الألبسة والأقمشة  وغيرها    من  منتجات  الشركات والمؤسسات المختلفة .
كذلك  في أبسط  خطوط  سير  الإنتاج  لأي  منتج  عزيز   نشاهد  التصورات  والأفكار  قبل والتخطيط والتنفيذ  أثناء  ذلك  ثم  الحصول المنتج  أو  المنتجات  المطلوبة ؛ هكذا  تزدهر  الصناعات المختلفة وتقدم للإنسانية  لباب   العقول  والأفكار البشرية  ، وسلالم التقدم والازدهار،  والتحفيز والتشجيع إلى  تقديم  خطوات عريضة  في الحضارة والتقدم الحضاري .
كذلك  الحياة   في  حياة  الإنسان  ؛  فهو  المخلوق الكريم  المكرم  ويملك  القدرات والطاقات والمواهب والملكات العالية والنعم العظيمة الكبرى ، ولذا  عليه  أن يعتني بحياته  وما   فيها  من لحظات  عزيزة وما  يقدر  أن يصنع  فيها   إن أراد    بها  السعادة  في  الدارين.
مما   يساعد   في  صناعة   الحياة السعيدة   وصياغتها  الصياغة العميقة والهادفة العالية إتقان   هذه   المدخلات  وما   فيها   من  العمليات  :
اولاً :  الإحسان  إلى  الله  تعالى  :
وهذا  الإحسان  عزيز  وجميل  وقريب   وحبيب   لمن  أراد    وقرر  واجتهد    وثابر  وعمل  وواصل  وصبر  وصابر  وتصبر   ، ودعا وأخلص  وتضرع  وأقترب،  وعبد الرحمن   كأنه  يراه  هو  في  صلاته  وعبادته ، وليله  ونهاره  ،  وحضره   وسفره   ،  وخلواته  وجلواته
وضبط  إيقاع  الحياة   على   ما  يحب الله  تعالى  ويرضى  .
ثانياً: الإحسان   إلى  النفس  :
إشغال  النفوس  بالطاعات   والمستحبات   والمباحات  أمر  هام  وغال  ونفيس  والموفق   من  وفقه الله تعالى   إلى هذه  الأمور  الحياتية،  وشغل  فيها   ليله  ونهاره  ،  وقوته  وضعفه  ،  وفراغه  وشغله .
ثالثاً:  الإحسان  إلى  الأهل والأولاد:
يبقى  الإحسان إلى الأهل من الوالدين الكريمين والزوجة الحبيبة والأولاد والأخوة  والأخوات  والأقارب والأرحام والأصهار  والأحباب  من فضائل الأعمال والأقوال الصالحة الكريمة  ،  وهو  محل  نظر  السماء  العالية الصافية الجميلة   إلى   عمّار  الأرض من  البشرية  السليمة والجميلة.
وذلك  الإحسان الكريم  من  مفاخر  السعادة  الحقيقية ومن أعمدة ومفتاح  الحياة  الإنسانية الجميلة.
رابعاً: الإحسان  في العمل الوظيفي:
عندما  يؤدي الإنسان عمله  الوظيفي والذي  يقتات  منه ، وهو مصدر توفير احتياجاته ، على  صورة الإحسان   في  هذا  العمل  الوظيفي  ، بأن  يقوم  بجميع  الواجبات الواجب القيام  بها  في العمل  بما  يرضي ربه تبارك وتعالى  ،  بحيث   لا   يجد   عليه  أصحاب العمل  أو  رؤوساؤه أي خلل  في أداء  واجبات العمل   ،  عند   ذلك  فقد  أحسن  في  عمله  الوظيفي  ،  وقام   به  خير   قيام  .
وهنا   توجيه   هام   على  كل   موظف   أن يؤدي  الواجبات  في  عمله  على  أكمل  وأفضل   وأحسن وجه  ،   ولا   يطالب   بحقوق  ولم  تكتمل  عنده  الواجبات.
خامساً : الإحسان   إلى  الناس  كآفة  :
الإحسان   إلى  البشرية  جميعاً    لا شك  أنه  أمر  عزيز     ؛  لكن الإنسان في  حياته   ورحلته   العمرية    النفسية والعقلية الجميلة القصيرة   عليه  أن  يجتهد   في  الإحسان  إلى   الناس   ،  والصبر   على  الناس      ،  والحلم    على   الناس  والعفو   عن   الناس   ،    والإحسان إلى  الناس .
سوف  تكون  النتيجة  إذا   إلتزم   الإنسان   بتلك المدخلات والعمليات  السلام  والأمن  والأمان والاستقرار الداخلي  ؛ والتوازن والإتزان مع التحديات والصعوبات والعقبات الخارجية ،  والسعادة والأمل والحبور والسكينة والبهجة  في الدارين.
وسوف  يكتشف  الناس   تلك الحقيقة الجميلة  والرائعة والمؤثرة وهي   أن حياتهم  من صنع أفكارهم  ! وهي جميلة حقيقة  ! في تعددها  وتنوعها  وفي  اختياراتها  إذا   أحسنوا    الإختيار   ، والسعادة   فيها  وبها  قرار   إذا    أحسنوا      القرار   !.
يقول  الشاعر العربي الكبير  إيّليّا أبو ماضي   :
حُرٌّ وَمَذهَبُ كُلِّ حُرٍّ مَذهَبي
  ما كُنتُ بِالغاوي وَلا المُتَعَصِّبِ
إِنّي لَأَغضَبُ لِلكَريمِ يَنوشُهُ
  مَن دونَهُ وَأَلومُ مَن لَم يَغضَبِ
وَأُحِبُّ كُلَّ مُهَذَّبٍ وَلَو اَنَّهُ
 خَصمي وَأَرحَمُ كُلَّ غَيرِ مُهَذَّبِ
يَأبى فُؤادي أَن يَميلَ إِلى الأَذى
   حُبُّ الأَذِيَّةِ مِن طِباعِ العَقرَبِ
لي أَن أَرُدَّ مَساءَةً بِمَساءَةٍ
         لَو أَنَّني أَرضى بِبَرقٍ خُلَّبِ
حَسبُ المُسيءِ شُعورُهُ وَمَقالُهُ
      في سِرِّهِ يا لَيتَني لَم أُذنِبِ !

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم  بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى