صناعة التحفيز

صناعة التحفيز
يعمل العاملون في ميادين الحياة الواسعة والمختلفة وينتظر هؤلاء العمال الأجر المادي في نهاية العمل أو مدة العمل وقد يكون الأجر بالساعات أو الأيام أو الأسابيع أو الأشهر أو نهاية العمل ومع حرصهم الشديد على حصولهم على مستحقاتهم ومرتباتهم وما هو عصب حياتهم وشريان تدفق السرور في دنياهم ! وهو من أبسط حقوقهم بعد قيامهم بجميع متطلبات واجباتهم ! هم كذلك بحاجة شديدة إلى الدعم المعنوي فهو سر قوتهم ومواصلتهم في الأعمال ومفتاح سرورهم واستمتاعهم بما يعملون وما ينجزون !.
هذا الاحتياج في غاية الأهمية لإنجاز الأعمال والمهام والمسؤوليات والتغلب على كثير من الصعوبات والتحديات والعقبات وكذلك للمواصلة والاستمرار في طريق النجاح والتفوق والتميز الطويل والطويل !..
إن المؤسسات والشركات التي تهتم بموظفيها وعمالها كما تهتم بالعملاء والزبائن والمستهدفين والمستفيدين من المنتجات أو الخدمات التي يقدمونها لهي المؤسسات والشركات الناجحة والمميزة والبقاء لها في سوق الإنتاج والإبداع.
ما الذي يجعل الناس يقبلون ويستخدمون هذه المنتجات والصناعات أو تلك ؟ ! أو هذه الخدمات أو تلك ؟!
إن إحترام وقبول الخدمات والمنتجات جزء لا يتجزأ من المنظومة الصناعية وكذلك الوصول إلى محبة العمال والموظفين لأعمال والمؤسسات والشركات التي ينتمون إليها!.
إن الموظفين البسطاء والعمال العاديين ليشعروا بمكانة شركتهم أو مؤسستهم من دعمها لهم ! وتقديم كآفة الخدمات والحماية وتوفير كل الاحتياجات الضرورية لهم !
الموظفون والعمال في كل القطاع هم في أشد الحاجة وأمسّها إلى الدعم والتحفيز والتشجيع والمساعدة والمساندة والتعزيز في مجالاتهم أعمالهم ووظائفهم ! وفي عملية التطوير الدائم والمستمر لهم ! وفي ظل أمان وظيفي يدفع ويحفز وصول تلك الشركات والمؤسسات إلى غاياتها ومراميها!.
إن عملية التحفيز والتعزيز احتياج فطري إنساني وعملي وتنظيمي وهو لا يعد عبأً كما يراه بعض الماديين الغافلين!
وقد يهملون عن عمد هذه العملية التي لا تكلفهم شيئاً !
ولا تنقص من علياء كبريائهم ! ولا غطرستهم ! بل تصنع لمؤسساتهم وشركاتهم المستقبل الواعد على أيدي الحرارة العالية المفيدة التي تجري في عروق العمال والموظفين !
إن وجودة أداء العمال والموظفين في خطوط الإنتاج والإنتاجية وهم في حضور أذهان ! يتابعون تلك الخطوط ويقدمون الدعم المادي والمعنوي لغيرهم أو للمنتجات نفسها لهو النجاح والتفوق الحقيقي ! وما يقدم لهم من التحفيز والتعزيز المادي والمعنوي لهو القوى الناعمة الخارجية التي تجعل الخطوط جميعها في إستقامة واحدة وفي طريق واحد يصل إلى المستهلك أو المتلقي أو المستخدم او العميل في دقة متناهية وسرعة فائقة كبيرة .
قد نرى في ميادين الحياة الإدارات المختلفة في جميع القطاعات التباين والاختلاف في استخدام تلك القوى السحرية المجانية ؛ فمنهم من أهمل هذا الجانب حتى وإن كان لدى جميع القطاعات اللوائح والأنظمة التي تقنن الحوافز والمكافاءات التشجيعية إلا إن كثيراً من العمال والموظفين يرون ويشعرون أن بريقهم وبريق مؤسستهم أو شركتهم خافت ضبابي ! ولم يعد يبالي بعضهم ببعض !
هل نجحت وكسبت أم فشلت وخسرت ؟!
حتى على مستوى المنتجات والخدمات يظهر بوضوح هذا الأهمال وعدم الإهتمام ! ولنا أن نراقب عن قرب سقوطها وفشلها ! وتفوق الآخرون عليها !
حتى على مستوى الحياة الزوجية والأسرية فإن كثرة الاختلافات والمشكلات الزوجية والأسرية مؤشرات خطيرة
على الجفاف العاطفي وجفاف التحفيز والتعزيز فالأزواج لا يؤدون ذلك لزوجاتهم وكذلك الزوجات لا يؤدون ذلك لأزواجهم .
ونضبت المشاعر والعواطف وطغت الحياة المادية على الجوانب العاطفية فربما غرقت السفينة والجميع ينظر ويسمع ! وربما كانوا يتصارعون ويتهارشون ويتعاركون ويتقاذفون في زاوية من زوايا السفينة وكل واحد مشغول بالآخر حتى هوت رويداً رويداً السفينة في قاع المحيط فغرقوا وغرقوا جميعاً !
إننا في حياتنا الشخصية والزوجية والمجتمعية والعملية في أشد الحاجة إلى التغذية الراجعة وإلى التعزيز والتحفيز والتشجيع والدعم وهو وقود الحياة التي تدفع بالإنسانية الطبيعية إلى آفاق النجوم وفضاءات المستقبل الجميل .
وهنا يأتي دور ومهام ومسؤوليات القائد الملهم من الآباء والأمهات والأزواج والزوجات والمربين والمربيات وأصحاب الهمم العالية والنظرات الثاقبة الرشيدة البعيدة في صناعة ثقافة التحفيز والتعزيز والدعم والمساعدة والمساندة والتشجيع بين الأفراد والمجموعات والأسر والمؤسسات.
فالتحفيز وصناعة التحفيز هو المساعد والداعم المنظم للفرد والمجتمع في القيام بالواجبات والمهام والمسؤوليات المنوطة به ، وكما أن هذه العملية توجه للفرد والمجتمع و الذي يقوم بها حقيقة هو الفرد والمجتمع ؛ التحفيز الخارجي له أثر كبير وقوة داعمة حقيقية في الناس وفي أعمالهم، مع أن للتحفيز الذاتي الأثر الأكبر عندما يكون في وقته وللمناسبات الحقيقية التي يقدم فيها الفرد إنجازات وإبداعات.
والتعزيز كذلك يأتي بمعنى الدعم والمساعدة والمساندة المادية والمعنوية الأدبية وله الأثر الأقوى في الناس ! فكم نرى ونسمع من قصص الزوجات اللاتي تغيرت حياتهن للأفضل عندما ركّز الأزواج على تفعيل هذه المهارات !
وكم من الأزواج تغيرت حياتهم عندما أهتمت الزوجات بإظهار هذه المهارات ! وكم من موظف تغير للأحسن !
وكم من إدارة نفذ قائدها مهارات التحفيز والتعزيز والدعم والمساعدة والمساندة والتشجيع للإداريين حتى ظهر ذلك في إنتاجها وتميزها على غيرها !.
إن الكلمات الصادقة والعبارات الجميلة والهدايا التشجيعية والدعم المعنوي والمادي لها دور كبير جدا في النهوض بالهمم ، وشحذ الأذهان! وبسط القوى في إقامة العمل الحقيقي الجاد ونقل المؤسسات والشركات للخدمات أو الإنتاج إلى الصدارة والمقدمة بين أقرانها إننا نريد طفلاً نشطاً ، ومتعلما نشيطاً متفاعلاً ، ومعلماً رحيما مبدعاً ، وطبيباً ومهندساً مخلصاً ، ومسؤولاً يعرف أن المسؤولية أمانة وديانة وليست غنيمة باردة وصلت إليه !
إننا – والله تعالى – جميعاً بحاجة ماسّة إلى صناعة التحفيز والتعزيز والدعم والمساندة والمساعدة في كل أعمالنا وكل مراحل حياتنا، في أنفسنا وأهلنا وأولادنا وأسرنا وحيّنا ومدينتنا .
ومهما اختلفت مسؤولياتنا ومهامنا وتنوعت وتعددت أفهامنا فنحن جميعاً بحاجة إلى صناعة مشاريع التحفيز والتعزيز والدعم والمساعدة والمساندة والتشجيع كحاجتنا إلى الماء والهواء !.
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

موضوع مهم جداً سلمت حروفك يادكتور👍
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا شكرا أستاذة زايدة
على مروركم الكريم