صعيد الطهْر.. ومقام الرجاء

روان الوذيناني
صعيد الطهْر.. ومقام الرجاء
يا يوم عرفة،
يا لحظةً يختبئ فيها النور في الدموع، وتنبض الأرض بخشوع الحجيج…
فيك ترتفع الأرواح كما لم تفعل من قبل، وتخفت الأصوات إلا من الدعاء،
تتسع السماء لآلاف الأصوات، وآلاف القلوب، وآلاف الحكايات التي جاءت تبكي بين يدي ربّها.
على صعيدك الطاهر، لا أحد كبير في ذنبه، ولا صغير في رجائه،
الجميع سواء… بثياب الإحرام، وبقلوبٍ خجلة، وبخطواتٍ مُنهكة، لكنها تسير بثبات نحو المغفرة.
هنا، تسقط الأقنعة، وتظهر الحقيقة:
أننا ضيوف على الله، وأن هذا اليوم ليس يومًا كغيره،
بل حياة تُعاد تشكيلها بين تكبيرة واستغفار، وبين دمعة وهمسة رجاء.
يا عرفة…
كم من حاجٍ عاد منك نقيًا كما وُلد،
وكم من داعٍ في وطنه، بلّغته رحمتك رغم بُعده،
فلم تكن المسافة حاجزًا، ولا الغياب عذرًا، ما دامت النية صادقة.
فيك تُغسل القلوب،
وتُجبر الأرواح المكسورة،
ويستعيد الناس ثقتهم أن الله لا يُخيب من طرق بابه في هذا اليوم،
وأن الحياة مهما أثقلت كاهلهم، ففي عرفة يتخففون منها، ويبدؤون من جديد.
فيك، تُروى الحكايات التي كادت تنتهي،
ويُقبل التائب الذي خذله نفسه مرارًا،
ويُعانق المشتاق من لم تطأ قدماه أرض الحرم، لكن قلبه.
كاتبة رأي وإعلامية