كُتاب الرأي

صراع العقل والعاطفة

 

 

في حياتنا اليومية، نقف في كثير من الأحيان أمام قرارات تبدو وكأنها ساحة معركة بين العقل والعاطفة. في لحظة واحدة، قد يميل القلب إلى ما يريده بشدة، بينما يهمس العقل بالمنطق والحذر.

العقل هو ذلك الصوت الهادئ الذي يقودنا إلى اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على الأدلة والتحليل، فهو يمنحنا القدرة على التقييم والموازنة بين الخيارات المتاحة. أما العاطفة، فهي الشرارة التي تشتعل داخلنا، تجذبنا نحو ما نحبه، وتُغرقنا في مشاعر الفرح أو الحزن أو الخوف. على الرغم من أن العقل والعاطفة يبدوان كطرفين متضادين، إلا أنهما في الحقيقة مكملان لبعضهما البعض، فالعقل يمنحنا رؤية منطقية للعالم، بينما العاطفة تضفي على هذه الرؤية ألوانًا من المعنى والإحساس. ولكن المشكلة تبدأ عندما تكون كفة أحدهما أثقل من الآخر.

في المواقف الصعبة، قد يتغلب العاطفة على المنطق، مما يؤدي إلى قرارات تفتقر إلى الحكمة، مثل الحب الأعمى الذي يدفعنا إلى تجاهل أخطاء واضحة في شريك حياتنا، أو العقل المفرط في التحليل الذي يجعلنا نخسر لحظات جميلة بسبب الخوف من المخاطرة. في النهاية، يظل التوازن بين العقل والعاطفة عملية مستمرة نتعلمها مع مرور الوقت، وكل قرار نتخذه هو خطوة إضافية نحو فهم أعمق لأنفسنا، حيث لا يمكن للحياة أن تزدهر بالمنطق وحده أو بالمشاعر فقط، بل تحتاج إلى اندماجهما معًا في تناغم يجعلها أكثر عمقًا وجمالًا.

معلا السلمي

كاتب رأي

معلا علي السلمي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى