رحيق الكلمات

(شهر رمضان المبارك)

علي بن يحيى البهكلي

(شهر رمضان المبارك)

‏أيامهُ الغيثُ للأرواح والبدنِ
ومغنمٌ لذوي الإيمان و الفِطَنِ
وليلهُ الروضُ، في أفيائهِ عَبَقٌ
كَغيمةٍ هتفتْ من مبسمٍ حَسَنِ
 أضاء في الكون، فالأنوار عاطرةٌ
تَنْهَلُّ -في شهرنا المحبوبِ- بالمِنن
وازَّيَّنَتْ فيه جناتٌ لخاطبها
وغُلِّقتْ فيه نيرانٌ من الفتنِ
تَنَزَّلُ الروحُ والأملاكُ -فابتهِجوا-
أمّا الشياطينُ في الأصفادِ والرَّسَنِ
ويَشفعُ الصومُ للصُّوَام قاطبةً
يقول: يا ربّ هذا العبد أكرَمني
وفي الصيام دواءُ الروح من عَنَتٍ
هو الشفاءُ من الأمراض والسِّمَنِ
وفي الصيام صفاء النفس منهمرٌ
وفي الصيام زكاءُ العَين والأُذُنِ
وفيك -يا رمضانَ الخيرُ- مغفرةٌ
ورحمةٌ، فيك عِتْقٌ من لظَى الفتنِ
وفيك -يا رمضانُ- الحبُّ يجمعنا
وقد نَجَتْ أنفسٌ من وَصْمَة الإحَنِ
وموطني موطن الإسلام، يَغمُرُهُ
فيضُ السلامِ، فيا لله من وطنِ!
هو المراد لكل الناس معتمِرٌ
أو زائرٌ، عاكفٌ، والأمن في السَّكَنِ
ومن سَنا رمضانَ العزمُ مُتَّقِدٌ
والنصرُ فيه على باغٍ ومفتتنِ
نَجيءُ -يا رمضانَ الفألِ- تنهشُنا
يدُ المآسي، فتأسوا صرخةَ المحنِ
الصائمون.. كَبحّارٍ سَرَى غَلَسًا
والصوم -في بحر دنياه- كما السفنِ
كم أورقتْ في جبين الشهر روضتُنا؟
وكم شدا البِشْرُ والأفراحُ في فَنَنِ
ففرحةٌ عند لقيا اللهِ غامرةٌ
وفرحةٌ عند فطرٍ، جاء في السُّنَنِ
صيامنُا جُنَّةٌ فضلًا ومكرمةً
وجَنَّةٌ هوَ في الأُخرَى، فيا شَجَني
أديب وشاعر سعودي

علي بن يحيى البهكلي

أديب وشاعر سعودي، تربوي متقاعد، طالب دكتوراه في فلسفة التربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.