( شمس بلادي )
طلعُ الصباحُ ميمماً خير الربى
يختالُ في صدر الوجود مُذَهّبا !
ويشعُ تأريخَ الأرومة والإبى
في صدره يبدو جمالُ بلادي
***
يكسو الطبيعة كالطبيعة والشجر
وتعانق الأنفاس أنسام الزهر
ويكاد يرقص ما تناثر في الحجر
والحسن يحسن في زهور بلادي
***
تجري المياه على بساط المرمري
ويكاد يضحك كوثر في كوثر
مثل القلوب على الجمال الأحوري
والمرمر المبثوث خير بلادي
***
تغدو الطيور على جمال بكورها
نحو الجمال على جمال نحورها
تهدي على ثقة ربيع عبورها
والأرض تضحك في ربيع بلادي
***
تهوى الطبيعة في الجبال جبالها
وتحب من كل الرمال رمالها
وتضمها شوقاً ! وتسأل ما لها ؟!
خير الطبيعة في تخوم بلادي
***
هذي البحار على النواحي الضاحية
ومياهها مثل القلوب الصافية
تهدي من الطهر الطهور العافية
لا شيء أجمل من بحار بلادي !
***
ظن الزمان على الحقيقة في البشر
ومشى يصورها بأنواع الصور
ويبثها عبراً ! وكم فيها العبر !
والحسن والإحسان فيض بلادي !
***
زعم الجميع بأنها أخت القمر
والله يمنحها بأسرار السير
ويبثها دنيا بأثمان الدرر
وجواهر الأوطان وجه بلادي !
***
هذي الرياض عروسة فوق الوطن
تهدي المحبة ! والمودة والمنن
وتقود تأريخاً على مر الزمن
لا خير إلا في رجال بلادي !
***
هذي لجدة فتنة ومسارحُ
ظهرت لها بين البقاع ملامحُ
ترنو إليهم تارة وتصافحُ
وشواطئ الأفراح كل بلادي!
***
هذي لمكة والقلوب المؤمنة
في كل منعطف تفيض الأمكنة
ومدينة الأنوار تبقى الآمنة
من خلف ذاك الفئ شمس بلادي !
***
هذي بلادي رؤيةٌ ورسالةٌ
وحضارةٌ جذلى لها وبسالةٌ
ولها من الملك العظيم سلالةٌ
والخير كل الخير أرض بلادي !
***
الأديب الشاعر الدكتور
سالم بن رزيق بن عوض.
