كُتاب الرأي

(شبح نصر اللات )

اللواء/ محمد سعد الربيعي

تسارعت الأحداث في لبنان ، وتعدد الاستهدافات في الجنوب اللبناني لعناصر حزب اللات ، وكانت قاصمة الظهر وثالثة الأثافي هو استهداف أمين الحزب نصراللات الذي نفق هو وقياداته المهمة في الحزب ، مع بعض عناصر الحرس الثوري في نفق مظلم تم تدميره في موقع عمليات الحزب التي تقع في الدور الرابع عشر تحت الأرض ، أي تم القضاء عليهم على بعد مايزيد عن خمسون متراً كعمق تحت الارض.
من خلال ماتطرقت له في كتابات سابقة عن الحزب وذيول إيران في المنطقة التي قامت إيران بشيطنتها ، واستقطبتها من أجل تنفيذ مخططاتها الخبيثة في المنطقة ، وعندما حانت الساعة لتلك الذيول التي ورطتها إيران تركتها لتلقى مصيرها المحتوم دون أن تقدم لهم يد العون والمساعدة كما وعدتها ، ولعل حركة حماس وقادتها ، ومنهم اسماعيل هنية الذي لم يجف دمه في طهران ، والآن حزب اللات وأمينه نصر اللات الذي قُطف رأسه ، ولازال دمه يسيل هما أقوى الأدلة الدامغة لترك إيران ذيولها في المنطقة .
إن نفوق نصر اللات وقياداته يعد فرصة ذهبية قُدمت لدولة لبنان للتحرر من هذا الحزب وسلطته الغاشمة التي دمرت لبنان ، وعلى أحرار لبنان ، وبكل طوائفه ونسيجه الإجتماعي أن يهبوا هبة رجل واحد ، وأن ينفضوا غبار تخلفهم وخشيتهم التي كستهم لما يزيد عن الأربعة قرون مضت ، مارس فيها الحزب كل ويلاته على سكان وشعب لبنان بأكمله ، وجعله شعب خانع لايستطيع أن يمارس حقه في حرية واستقلال بلده .
من خلال الردود التي تحدث الآن في لبنان لم أشاهد مايبشر بالخير ، حيث سيقام حداد لنفوق نصراللات في لبنان لمدة ثلاثة أيام ، ناهيك عن ترهل في حكومة الدولة ومنظومتها السياسية التي تفتقر لمن يتخذ قرارات صائبة تعالج قطع ذيل إيران في لبنان ، وتوجه الجيش إلى الجنوب اللبناني ليحل محل قوات الحزب التي تدمرت وهلكت وهربت ، ويعيد ترتيب الحدود مع إسرائيل لمنع الأخيرة من احتلالها .
ولعل أيضاً مالاحظته هو خشية المسئولين اللبنانيين من تحمل المسئولية ، والإفصاح عن قدراتهم في ترتيب الوضع السياسي للبنان ، وترشيح رئيس وزراء ووزراء ونواب للإنطلاق بمشروع الدولة الكبير ، والإنفكاك من ربق الحزب الذي كان يمنع ترشيح أي مسئول مالم يوافق عليه نصر اللات ، كما أن الخشية من الحزب رغم هلاكه ونفوق السواد الأعظم من قياداته لاتزال تخيم على لبنان ، بل على كل لبناني حيث لايستطيع الحديث عن التحرر من الحزب ، أو الحديث بشكل واضح أن الحزب هو السبب الرئيسي في تدمير لبنان.
الشاهد هنا أن مالاحظته أن شبح الهالك نصر اللات لازال مخيماً على واقع لبنان المظلم ، حيث لايستطيع أي لبناني أن يتحدث بصراحة حتى على مستوى المسئولين ورجال الدولة ، وكذلك في ظل غياب قادة الجيش والأمن الداخلي الذين بلعوا ألسنتهم ، ولم أشاهد أو أرى تصريحاً جريئاً وشجاعاً يتحدث عن الفترة الماضية التي مارس فيها الحزب كل ألوان العذاب والقهر ، والتخلف على لبنان ونسيجه الإجتماعي ، وأدار ظهره لكل مايؤدي لبناء دولة حديثة وقوية ، بل جعل من لبنان ولايةً إيرانية متخلفة وجاهلة .
إذاً وفي حال كما هو الآن وإن لم يتغير ستقوم إيران بإعادة ترميم ذيلها في لبنان ، وسيتعافى ، وسيعود في ممارساته السابقة في إذلال الشعب اللبناني ، وتدمير كل قدرات الدولة ، بل سلبها ، وتحليلي أنه سيعود قوياً إن لم يواجه بحزم من دولة لبنان ، وسيعيد فرض إرادته القهرية على الشعب اللبناني ، وسيكون أداة مطيعة في يد الإسرائيليين لأنه تعلم وأخذ درساً جيداً في عدم تجاوز الخطوط الحمراء التي سترسمها إسرائيل.

كاتب رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى