سيذكرنا ثرى الوطن..

اختار بقعته الخاصة في تلك الروضة، جلس على تبة رملية ناعمة يمرر أصابعه فيها ويستشعر قصص الكفاح والبناء في ملمسها، بينما طافت عيناه تستنشق الذكرى من كل منظر وترسله مضمخاً بالعبير إلى عقله..
قبل سبعين عاماً وفي هذه البقعة بالذات جلس مع والده الرمز يحكي له قصة البداية، حفرت حروف أبيه نفسها بمدادٍ من فخر في قلبه، أشار والده إلى المدينة الناشئة وأسر له بأن روحيهما سيمتزجان..
” تملك عيناي وقلب أمك، وستملك قلوب السكان بلا ريب ” قالها له وهو يمرر أصابعه بسلاسة كأنه على ماء، “كل ذرة رمل تحكي قصة يا بني، قصة وطن وملحمة عشق”..
أتاه ولده الأثير محمد يستأذنه في اقتحام خلوته، توقف سيل الذكريات وتجلت ملامح المستقبل، أشار له بالجلوس بجانبه، أمسك بيدي ابنه الذي يشبه جده إلى حد بعيد، وضعها على الرمل، وأشار بيده الأخرى إلى المدينة التي ترامت أطرافها..
” هذه رؤيا جدك قد تحققت، حقق رؤياي ورؤياك ورؤيا القلوب التي تتطلع إليك يا بني، سر على خطى أعمامك العظماء، تذكر أن الرمل سيحكي قصتك، معه الجبال والحصي والشواطئ والماء وعقول النخب وسحنات الأشاوس وطموحات الشباب وأفئدة الكريمات”
ابتسما سويةً في رضى، وومضتا عيني الشاب وهما تحملان الإصرار والتحدي وقصص الرمل..
وليد قادري
لافض فوك أيها الوطني بحق🇸🇦
لقد أبدعت في التعبير عن حبك لوطنك👍 حيث تنسج كلماتك شعوراً عميقاً من الفخر والانتماء.
شكرا لك أستاذ وليد على هذه الكلمات التي تملأ النفوس بالفخر والاعتزاز 👍.
ومرة أخرى أكرر لافض فوك🇸🇦