نادي القصة
شرارة..

شرارة..
الكاتبة / زايده حقوي
تلك القوة الصغيرة كامنة في داخلنا… كافية لترميم ما تهدّم من قلبٍ مبعثر.
رأيتها… لا، بل وجدتها حين أظلم الكون واشتدّ العصف.
سمعتُ تلاطم شبابيك نافذتي، وتأرجح معطفي الساكن جانب السرير، كأنها شرارة تُوقد نارًا من الأمل في داخلي.
شعرتُ بها تتقد بين عظامي النحيلة، المتعبة من خيبات البشر وآلامهم.
حدثتني بصوتٍ خفيّ:
«أين ذهبت لمعتك؟ ومن سرق بريقك؟ انهضي… فهناك من يجد لذّته بين حروفك.»
شعرتُ بلهيبها يفتح ضوءًا بعيد المدى… كانت كافية لاستعادتي.
ومع نور تلك الشرارة التي اشتعلت في داخلي، نهضتُ من بين رماد خيباتي،
أمسكتُ بأحلامي المتكسّرة، وبدأتُ في ترميمها بحبٍّ وإصرار.
لم أعد أنتظر من يُضيء لي الطريق، لأنني أصبحتُ بنفسي ذلك النور.
وأدركتُ أن القوة ليست في الغياب، بل في العودة،
وأن كل شرارة صغيرة تكفي لتشعل شعلة تُضيء أعمق الليالي.
ليعلم كلٌّ منّا أنه يستحق، وأنه النور… فلا يستسلم للرماد.