سياحتنا الآمنة

الحديث عن بلادنا ومكوناتها وأجوائها الآمنة، وموروثها التاريخي، وإنجازاتها الحضارية، من باب الفخر والاعتزاز، بقيادتنا السعودية التي أتاحت لنا كمواطنين، كل سُبل الحياة الكريمة، بما يفوق أكثر الدول المتقدمة حضاريا في كافة مجالات الحياة ومتطلباتها اليومية، مقارنة بالحياة المعاصرة والتي تتناسب مع آراء وأفكار ورغبات الشباب السعودي، فهذه المعطيات التي لا تحتاج لدلائل وبراهين، وإنما نحن أمام ثوابت نراها أمامنا، عند الممارسة اليومية، نشعر بها كمواطنين، ونزداد فخرا بها بتطوير آليات المرافق الحكومية، بشكل مستمر ومتنامٍ ليس حُبا في الظهور، والبحث عن سبق إعلامي، يجد من خلاله الكاتب الصحفي، ما يُحقق رغباته ويلامس أفكاره، عبر وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية.
فشغف الذات لم يكن من أولوياتنا كما ينادي بها الآخرون، وإنما يفرض علينا نمطاً من أدبيات التعامل، ومبدأ الأمانة الصحفية، ويعكس قدر كبير من سلوكياتنا اليومية، وتطلعاتنا مقارنة بما حققه الآخرين في بلدانهم، في المرافق السياحية ومستوى الجودة، ونحن أمام متطلبات هي الأكثر الحاحا مع بدء الاجازات الصيفية، في هذه الأجواء الشديدة الحرارة، مع وجود عدد من المناطق التي تميزت بأجواء متميزة، تحقق رغبات السائح المحلي، في ظل جهود الدولة والوزارات المعنية، وهنا لابد من الشافية في الطرح، والتناول في مواضيع يفترض أن تكون هي الأفضل، فأرباب العائلات الأكثر عدداً، حفظهم الله وكتب لهم السلامة، الذين يجدوا داخل حدود الوطن بغيتهم، من الأمن والأمان واعتادوا عليها، بما يتناسب مع القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية، وفي تصوري أنها رغبة تؤكد شمولية المطالب المُلحة، وتطلعات المواطنين في قضاء إجازة ممتعة داخل بلادهم.
ويراها البعض الآخر من أرباب الأسر، أنها تمثل لديهم أهمية كبيرة، ومكاسب مادية ومعنوية، يمكنها أن تضيف لهم ثقافة خاصة ، مما يتطلب تسليط الأضواء على معالجة بعض السلبيات، في تقديم خدمات سياحية راقية تتعايش مع رؤية المملكة 2030 وأهدافها السامية، وتسجل أرقاما متنامية حاضرا ومستقبلا، تشكل سمعة سياحتنا الوطنية، التي بدأت تتنامي وتحافظ على الدخل العام، وتراعي ظروف المواطنين والقادمين إلى أرض الوطن، من الأشقاء بدول مجلس التعاون الخليجي، الذين وجدوا في المملكة مالم يجدوه خارجها، ومع هذا فهناك مناداة من البعض وإن كانت على استحياء، بأن السفر خارج الوطن قد يكون الخيار الأفضل، لقناعات لا يمكن تجاهلها وأهمها تواضع الخدمات السياحية لدينا، في الفنادق والأجنحة والشقق المفروشة.
وتبرز المعضلة الأهم وهي ارتفاع الأسعار، بشكل لافت في هذه المرافق وبقية المرافق الأخرى، التي لا غنى لرب العائلة متوسطة الدخل عنها، وليس ذلك قصوراً في الجهات الرقابية مجتمعة، التي تعمل جاهدة من أجل ضبط الأسعار ومستوى النظافة، وثقافة الكوادر البشرية العاملة في تقديم هذه الخدمة، والتي تتطلب ثقافة سعودية من أبناء المملكة وبناتها، وينحصر دور العمالة الأجنبية في تخصصات وظائف معينة، وهي دعوة للشركات السياحية الوطنية ولرؤساء إدارات مجالسها، وكل من ينتسب إلى هذه الخدمة، أن يكون القدوة والنموذج الأمثل، حفاظا على سمعة هذه الإنجازات الحضارية، التي تهيأت لبلادنا، في ظل تعليمات واضحة من الجهات الخدمية المعنية، وزيادة وسائل النقل المريح الجوية والبرية والبحرية، بتوفير مقاعد تلبي طلبات السائح السعودي وأفراد أسرته.
محمد حامد الجحدلي