كُتاب الرأي

سوريا وبراميل بشار المتفجرة

 

ماذا ينتظر القطر السوري ، هو هكذا كان يسموه البعثيون ، أصحاب عفلق ، والرفقاء مفردها رفيق ، للمنتسب للبعث .
لم تكن سوريا في يوماً من الأيام مع الصف العربي ، وذلك منذ تولي حافظ النعجة السلطة في هذا الدولة ذات التاريخ الاسلامي العريق ، وخلفه إبنه بشار ، الجميع أو الكثير يعرف قضية الجولان ، وكيف ساوم عليها نظام حافظ ، وباعها في موقف كان فيه موقف دول المواجهة قوياً في مواجهة اسرائيل ، وكذلك الغالب يتذكر كيف كان موقف حافظ مع ايران ، وضد العراق الدولة الجارة الشقيقة، والكل يتذكر مافعل حافظ ، وأخيه رفعت الاسد في حماه ، وكيف أبادوا تلك المدينة بكاملها ، ولعل القليل يعرف كيف تولى السلطة حافظ في سوريا بدعم من الاستعمار الفرنسي .! كان للنظام السوري دوراً مباشراً في اغتيال السيد رفيق الحريري ، وبتنسيق مع زميره وحزبه الايراني في بيروت.
قبل عشر سنوات ، وأثنائها ، عندما حاول السوريون البحث عن حريتهم من هذا النظام البعثي الخبيث قام بشار بإحراق كل المدن المنتفضة بالبراميل المتفجرة ، وأطلق كلاب التشيع من فرس وفاطميون ، وأفغان ، وعناصر حزب اللات ، للأبرياء السنة السوريون ،فأوغلوا في الدم السوري ، وأبادوا سكان كل المدن المنتفضة، قتلوا الرجال وكبار السن ، وإغتصبوا النساء ، وذبحوا الأطفال ، وبقروا بطون الحوامل ، وفعلوا كل الأفاعيل التي لايمكن تصورها ، دفنوا أهالي تلك المدن أحياءً وأوروهم الثراء،وتصدر المشهد في عمليات الإبادة تلك عناصر حزب اللات ، بتوجيهات من حسن زميرة ، الذي كان يرى في كل تلك الإبادة أنها تأتي نصراً للتوجه الإلهي وفتحاً للقدس ، ونصرة أهله! وتحريره من المحتلين؟ .
اليوم تعاد الكرة ِ ، ويتجمع المقاومون بعد أن أذاقوهم الفرس الويلات في محافظاتهم ، وإنتهكوا أعراضهم ، وإحتلوا مدنهم ، وبدأوا في إحلال وغرس مفاهيم فارسية بوذية في المناطق السورية السنية ، وغيروا كل ماقدروا على تغييره ، ووصل الحال بأن النظام في ايران يتبجح أنه يحتل أربع عواصم عربية ومنها دمشق الأبية الأموية التي يكرهها الأسد وزمرته ، ومن يحميه من النظام الفارسي ، وجعلوا ميدان السيدة زينب مكاناً للتطبير ، ونشر خزعبلات الفرس المقيتة .
الآن سيفتفزع الأسد بمن بقي من عناصر حزب اللات ، وكذلك المليشيات الشيعية العراقية ، وبإيران ، وبشيعة الباكستان ، والأفغان ، ونظامه المتهالك سيعاود دك المدن السورية بالبراميل العمياء المتفجرة ، وسيقتل ، بل سيبيد كل السوريين في هذه المحافظات ، والمدن السورية ، ولن يعبأ بأحد أو يهتم بأي صوت أخلاقي ينادي بالحفاظ على سكان هذه المناطق ، ومنحهم حقوقهم الإنسانية ، وإعادة منازلهم ومزارعهم ، وكل ماتم إختطافه والاستيلاء عليه من التنظيمات الشيعية .
نظام بشار نظام استعماري متسلط على شعب سوريا ، ويحكمهم بالحديد والنار ، ويذلهم ، وينشر عناصر مخابراته في كل جحر وزارية ، التي تعيث وتعبث في هؤلاء الأبرياء وتعبئ السجون منهم تحت أية ذرائع كاذبة!
نظام بشار نظام إستبدادي ، ومجرم ، ويجب محاكمته ، ومحاكمة كل من شارك في قتل ملايين الأبرياء الذين فقدوا حياتهم في الحرب الأخيرة، كما يجب طرد الشيعة بكل فئاتهم المجرمة التي فتكت بالشعب السوري ، ويجب أيضاً اخراج ايران من سوريا ، وكل مايمت لها في الشام بِصلةِ ، كما يجب طردها من بيروت ، وعلى النظام السوري أن رغب في البقاء في السلطة أن يوقف هذه المجازر ، ويبدأ بإصلاحات داخلية ، ويطرد ايران ، ويوقف رمي البراميل المتفجرة على شعبه ، ويعمل على احتواء المكون والنسيج الاجتماعي السوري السني الكبير لبناء دولة حديثة بعيدة عن كراهية النظام لهذا المكون الذي تمتد جذوره لبداية العهد الاسلامي ، وليتذكر بشار وزمرته أن دمشق كانت عاصمة الخلافة الأموية التي فتحت العالم الاسلامي الكبير ، ونشرت الدين الاسلامي الصحيح الذي سيبقى في هذا العالم بل سيزيد وينتشر الى أن تقوم الساعة ، رغماً عن ايران وماتقوم به من مد شيعي كريه ، وليتذكر بشار هذا الكلام ويعيد ترميم نفسه ، ونظامه بعيداً عن ايران ونظامها ! .

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى