(سوريا المدمرة .. وسقوط طاغوتها )

تكشفت أوضاع سوريا بعد فجرها الجديد ، وهروب رئيسها العميل لنظام طهران وطاغيتها بشار ، تكشفت أوضاع سوريا ، الإقتصادية ، والسياسية ، والدفاعية ، تكشف كل شيء صغيراً كان أو كبير .
سوريا بلد شقيق ، وكبير ، وتحتاج لأشقائها العرب لتنهض ، وتعود لبناء ذاتها ، ونفسها ، وقدراتها ، وليعود مشرديها ومهاجريها الذين ملأوا أرجاء العالم ، ولتعود قياداتهم السياسية ، والنخبوية ، والعلمية ، والإقتصادية، وليعود شبابها للعمل في كل مجال ، سوريا بلد تحتاج لإعادة ترميم نفسها ، وترميم شعبها المظلوم ، سوريا فيها خيرات كثيرة ، سوريا فيها كفاءات وقدرات بشرية تستطيع المساهمة في إعادة إعمار سوريا ، والنهوض بها ، وإعادتها الى مسار دول المنطقة.
من شاهد المدن السورية ، ومحافظاتها ، والعاصمة دمشق أثناء تحرير سوريا ، يكتشف أن هذه الدولة لم تمر عليها النهضة العمرانية ، والاقتصادية التي إجتاحت المنطقة والعالم ، بل غابت عنها كل أنواع التقدم ، نتيجة ذلك الإستبداد الأسدي الذي جعل سوريا سجناً كبيراً لشعبها ، لازالت سوريا تعيش في غياهب الظلام والتخلف ، من شاهد قواتها العسكرية كيف تهاوت أمام بنادق المحتجين ، والثائرين ، من شاهد آلياتهم العسكرية ، وطائراتهم الحربية ، ومطاراتهم ، ومدرجاتهم ، يشعر أنه يعيش في دولة متخلفة ، من شاهد كيف يهرب عناصر جيش الأسد يشعر أن هذه الجموع من جيش بشار يفتقدون الولاء لهذه القيادة الطاغية الاستبدادية ، سوريا ونظامها السياسي الإقصائي مارس كل أنواع الظلم والتخلف على الشعب السوري، وسرق مدخراته ، وملأ بها جيوب متنفذيه .
عائلة الاسد عائلة إستبدادية تعيش في زمن العصور الأولى ، سرقت كل شيء في سوريا ، وسخرت أهلها لخدمة نظامها الخبيث .
الزمن يحاكم الطواغيت، والتاريخ يحاكم الجبابرة ، الشعوب تنكسر ولكنها لاتموت ، ماذا سيكتب التاريخ عن الاسد ، وظلمه في سوريا، ماذا ترى والى أين ستذهب سوريا بعد هذه الطغمة الفاسدة ، هل ستتعلم من التاريخ ، وتأخذ عبرة لنصف قرن مضى عاشتها سوريا فيها في غياهب الظلام والألم والحسرة!
الآن القيادة إختلفت ، وأتت من أبناء الشعب ، تحلم أن تقود سوريا لحياة أفضل ، وإعادة لم الشمل المفقود، وبناء سوريا الجديدة ، وفك أبواب السجون الصدأة التي إمتلأت بالأبرياء الذي قضى بعضهم نصف عمره بين أبوابها، وتحت رحمة زبائنة بشار .!
سوريا ستعيش مخاض عسير حتى تستقر ، نتمنى أن يقودها عقلاء ، وتبتعد عن أصحاب الأجندة المختلفة ، تبعد عن ايران ، بل تقطع كل أذنابها ، تحاول أن تحذر من تركيا ، وأجندتها في المنطقة ، تبني سياسة مستقلة ، وتقترب من العرب ، بل تمد يدها الى المملكة العربية السعودية ، فهي الحضن الدافئ لهذه الدولة الأبية ، والشعب المكلوم ، ولتمد يدها لمصر ، والاردن. هذه الدول التي يهمها وضع سوريا ومواطنيها ، أبناء هذه الدول إستقبلوا السوريون المهجرين والمشردين برحابة صدر ، على السوريين الآن فتح صدورهم للمملكة ، وهذه الدول لها قبل أبواب سوريا، على كل القيادات السورية أياً كانت توجهاتهم التقرب من المملكة ، بل طرق أبوابها ، وطلب المشورة منها قبل المساعدة ، المملكة لم ولن تقصر في التعامل مع السوريين ، على القيادة السورية أن تفكر بروية صادقة في كيفية التعامل مع دول المنطقة، وأن تلجم كل صوت قد يكون له علاقة بالإرهاب ، أو يدعو لتوسع دائرته ، على القيادة الجديدة أن تسارع في إصدار عفو عام ، وتطمين كل من هرب أو غادر سوريا بالعودة لها ، على القيادة الجديدة المحافظة على ماتبقى من المكتسبات في الدولة ، والمحافظة على أملاك المهجرين والفارين والمشردين من سوريا حتى عودتهم .
سوريا بمشيئة ستعود الى حياتها الطبيعية متى ما أخلصت هذه القيادة الجديدة لها ، وأعطت المناصب والمسئوليات لمن يستطيع أن يُخرج هذا البلد من الطوفانات المحيطة بها لتخرج سوريا سالمةً وقوية ، سوريا تحتاج لأبنائها وقياداتها السياسية والعلمية لادارة الدولة ، سوريا بلد عظيم ، وستنفض غبار البعث ، وظُلم عائلة الأسد ، وستنطلق من سجون هذه العائلة الاستبدادية ، سوريا ستغير جلدها ، وستنطلق فيها كل أنواع التقدم والتحضر ، وسيعود لها كل أبنائها المهجرين والمشردين .
على القيادة الجديدة السورية البعد عن كل صاحب أجندة ، وربط مصير سوريا بهذه الأجندات ، على القيادة الجديدة بث الأمن ، والنأي بنفسها عن أية تسويات ومقاربات أجنبية تضر بالمستقبل السوري ، على القيادة الجديدة أن تبعد شبح الارهاب عن سوريا ، ومنظماته الإرهابية ، عندها بمشيئة الله ستعود سوريا حرة وقوية ، وقريبة من محيطها ومكونها العربي ، عاشت سوريا حرة وأبية ..
محمد سعد الربيعي
كاتب رأي