كُتاب الرأي

(سوريا الجديدة والتهديدات الايرانية المتلاحقة )

 

ايران وبراغماتية نظام ملاليها في تهديد دول الجوار، ونشر مدها الشيعي تحت التهديد والوعيد، وبذل المال الحرام لشراء ضمائر الخونة في الأوطان لإيجاد موطئ قدم لها في الدول التي يستهدفها نظام خامنئي، وبالتالي نشر البدع والخرافات، والرذيلة، والفساد، وتدمير تلك الأوطان تمهيداً للاستيلاء عليها، ولعل ما يحدث وحدث في لبنان، وسوريا سابقاً، واليمن حالياً، والعراق هو أصدق خبراً ودليلا على مخططات ايران في المنطقة  .

ما حدث في سوريا كان دليلاً قاطعاً لأهداف ايران في تدمير هذا البلد السني الكبير بتاريخه وعراقته، حيث ما لبثت ايران الا وأن غيرت كل شيء في سوريا، واستقدمت المليشيات الارهابية الشيعية من كل حدبٍ وصوب، ومكنتهم من رقاب سكان سوريا، وهيمنت على كل شيء، من أجل تدمير الاسلام فيها كهدفاً أولياً، وربط نظامها الفاسد أي ( نظام الاسد  ) بنظام طهران وهذا ما حدث، تحت مسمى دول المماتعة، وقائدته في المنطقة ( سوريا الاسد ) كأهداف ايرانية متلاحقة لتحقيق سياستها العدوانية والارهابية في دول الشرق الاوسط .

قيض الله سبحانه وتعالى من يحرر سوريا من قيود نظام الاسد البائد، وطرد نظام طهران من دمشق، وبالتالي اندحاره في المنطقة التي كان يزبد ويرغي قادته ( ايران)  في كل مناسبة، ويدعون احتلالهم لأربع عواصم عربية !

ما قامت به الثورة السورية يعد فتحاً مبيناً لأهل الشام، ودول المنطقة، وكذلك دول الخليج، لإيقاف ذلك المد الفارسي الخبيث، ومنع تدهور الأوضاع في لبنان واليمن، والعراق الذي لايزال يعد كمقاطعة ايرانية ملحقة بهذا النظام الفارسي الفاسد، وبالتالي تحرر هذه العواصم منه بمشيئة الله سيكون قريبا، ولعل لقيادات عواصم هذه الدول أخذ العبرة والعظة من أبطال مقاومة سوريا الذين استطاعوا تحرير بلدهم من نظام الاسد وخامنئي مجتمعين !.

أقول وفي ظل هذه الأحداث المفرحة التي نراها على أرض الشام، الا أن ايران تعمل بكل قوتها ظاهرياً في محاولة للتأثير على هذه الانتصارات المتوالية في سوريا، وتأتي تلك المحاولات على خطين متوازيين كما عهدنا نظام طهران، حيث تأتي محاولات فتح علاقات دبلوماسية في جانب، وجانب آخر الاستهزاء بما حققته الثورة ، ووصم كل ذلك بأنه سيصبح دون أثر، لأنه لم يحقق التوازن في طرد الارهاب كما زعمت ايران التي هي ترعاه !، وتؤوي قادته في عاصمتها طهران، وترى في رسائلها أن الثورة ماهي الا فقاعة ستنتهي بإثارة الوضع في المنطقة بشكل عام، وسوريا بشكل خاص، وطهران تعمل على كل السبل من أجل إجهاض ما تم تحقيقه في سوريا، بكل الطرق، والوسائل التي تديرها طهران وتعمل من أجل تحقيقها بكل ما تملك من قوة .

لا أعتقد، بل من المؤكد أن نظام طهران لن يهدأ له بال، وهذا ما أشرت له في مقالات سابقة عن هذا النظام المجوسي الارهابي في المنطقة ، أقول لن يهدأ لنظام طهران بال لما حدث ويحدث في سوريا، لأنه كان بمثابة قطع الرأس عن الجسد، أو قطع رأس الحية كما يقال، نعم ايران خسرت سوريا ونظامها البائد في ظل غفلة منها، لم تكن تتوقعها، وهي ستعمل بكل ما أوتيت من قوةٍ لاستعادة مكانتها هناك ، لأنها تعرف بدون شك أنها ستفقد العواصم العربية الاخرى التي كانت تدعي الاستيلاء عليها .

وعلى هذا الهدف وهذا الفقد والخسارة الكبيرة التي منيَ بها نظام طهران، فهي لن تكلُ ولن تملُ في مراجعة حساباتها، وتغيير نمطية عملها، وإعادة محاولة تمحورها في المنطقة، وربما تبدأ قريباً من جارة سوريا العراق، وتعيد ترتيب نظامها الارهابي بداعش، والقاعدة، وربما تختار إسماً إرهابياً آخراً كالزينبيون، أو الفاطميون، أو الخرسانيون، وتلبسه ثوب داعش والقاعدة، وتبدأ بالتحرك من حدود العراق المجاورة لسوريا، وربما أيضاً بدعم دولي قوي، ربما روسيا التي خسرت دمشق، أو من بعض القوى العظمى التي تتآمر على الاسلام، ودول المنطقة في هدف خلط ولخبطة الأوراق في المنطقة، وبالتالي إعادة الفوضى في منطقة الشرق الاوسط، وإجهاض ما حققته الثورة السورية، وهو ما ستسعى ايران لتحقيقه، لإعادة نفسها بالقوة في دمشق !

وتأسيساً على هذه التوقعات فإن على قادة المقاومة في سوريا الانتباه والتيقظ، وأخذ الحيطة، والحذر مما تحيكه طهران، وأن على قادة سوريا الجدد الاهتمام بمحيطهم العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، ومصر، والاردن، وهذه الدول تتمنى  أن ترى سوريا مستقرة ومزدهرة في نظام يحيط به  الأمن والرفاه لشعب سوريا الذي ظلمه، وأذاقه نظام الاسد الويلات لما يزيد عن نصف قرن! وليس لها أهداف سياسية في هذا الوطن الشقيق.

كما على قادة سوريا الجدد التيقض من نظام الدوحة، فربما تتلبسه ايران، وتعمل بخفاءٍ تحت جلباب هذا النظام الذي يبحث له عن دورٍ في المنطقة، وبالتالي تعيد صياغةٍ له أي لنظام سوريا ليعود كما كان رأس حربة لنظام طهران في المنطقة، وهنا قد يكون برعاية قطرية ظاهرية ، وادارة تحت العباءة ايرانية ، تستطيع منها ايران النفوذ لكل صغيرة وكبيرة في دمشق، كما على قادة دمشق التيقظ والانتباه من بيروت، ودور حزب اللات، وكذلك عملاء ايران هناك التي تمتلئ الساحة بهم ومن ذوي الشهوات والمناصب المفتوحة ! هناك أيضاً دول صغيرة في المنطقة تسارع الخطى للتقرب من ثورة سوريا، وهي بالأصل تبحث عن دور أكبر من كينونتها الصغيرة، وهو ما يجب على قادة سوريا الانتباه له، وكختام لهذا المقال، يجب على ثوار سوريا عدم إعادة أي علاقة من نظام طهران لأنه في حالة ذلك ستزج بكل مخابراتها، وبعثاتها الدبلوماسية لتخريب دمشق، وإسقاط نظامه، وهو طريق سهل على ايران، كما عليها اي قادة سوريا الجدد، الابتعاد عن الأجندة الجديدة التي تحاول استثمار النصر السوري، ومنها وأهمها الدور التركي الذي يتصاحب، وينمو في سوريا بشكل ملفت، ولا يستبعد في حالة محاولة النأي منه لاحقاً، أو التخلص منه عند وضوح الرؤية لهذا الدور الاستعماري الجديد ، أن تقوم تركيا بإعادة الفوضى في سوريا، أو تفويض نظام طهران للقيام بذلك، وهو هدف يحقق الربح لكلا الطرفين التركي والايراني، وليعلم قادة سوريا الجدد أن تنظيم الاخوان المسلمين، لن يقود أو ينشئ دولة، وأن هذا التنظيم هو الوجه الآخر من العملة لنظام آيات طهران، وأنه سيكون وبالاً على دولتهم الجديدة، أعرف أن قادة سوريا الجدد قد يكون سوادهم الأعظم ينتمي أو يتعاطف مع هذا التنظيم، ولكن ومع ذلك فالابتعاد عنه سلامةً لهم، ولدولتهم الحديثة أن رغبوا في قيامها، وابتعادها عن أجندة الدوحة، وأنقرة، وطهران، وهي العواصم التي ورطت غزة، ولازالت تموت غزة تحت ناظر هذه العواصم ، وأجندتها المدمرة !

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيئ للقيادة في سوريا من ينصحها ، ويرشدها للطريق الواضح البعيد عن المؤامرات، والخدع، وأن يوفقها لقيادة سوريا لتعود قوية ومؤثرة في محيطها العربي لما يخدم الاسلام والمسلمين، أنه القادر على ذلك وهو السميع العليم .

 

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى