كُتاب الرأي

(سناب شات)

(سناب شات)

………

صورة ومقطع فيديو في قمة الجمال والإحترافية حينا ًوبسيطة حينا ًآخر ، مُدرجة معهاعبارات وجُمل ، تخفي تحتها شيء يتوارى عن المتلقي ، يجمّل أحيانا ً الحقيقة ويبالغكثيراً ، وينقل واقعاً مجرداً من البهرجة نادراً.. 

هذا هو برنامج (السناب شات) أحد برامج التواصل الاجتماعي الأشهر بين الشريحةالعظمى من الناس صغيرها وكبيرها ، بمختلف دول العالم .. 

لهذا التطبيق فائدة عظمى للمغتربين النائين البعيدين عن أهلهم ، ولكن قد ساء استخدامه ِ مؤخرا ً ، وأصبح من أكثر التطبيقات مغالطة..

الناس يظهرون به حياتهم بغير حقيقتها ، يكذبون ينافقون يظهرون شيء ويبطنون آخر ، أُستخدم للمباهاة ولإثارة الغيرة ، وخاصة من مشاهير برامج التواصل الاجتماعي الذينوصل ثرائهم حدّ السماء ؛ بسبب سذاجة متابعينهم من البشر ، الذين انساقوا خلفهموخلف تسويقهم المبتذل لأتفه الأشياء في برنامج السناب شات ، فكانوا من أسوء مناستخدم هذا التطبيق ..

وظهر الطرح في السناب من شريحة الناس العاديين حسب نفسياتهم من السعيدللتعيس ، من خلاله تم الكشف عن عقليات البشر ، قدّرنا البعض ، ومن خلاله ُ أدركنااستخفاف البعض الآخر ، والطامة الكبرى من جعله ُ منصة َ حياته ِ و يومياته ِ وجعل مننفسه ِ طرح مكشوف للآخرين ، فنحن معه ُ من الإفاقة لفنجان قهوة ِ مرورا ً بتفاصيل لاتعني المتلقي ، حتى لحظة منامه..

 أين الستر ..؟!

لماذا كل هذا الوضوح..؟!

أيُعقل ، ما يحدث ..؟!

أصبحنا نعلم بكل شيء المأكل والمشرب والملبس والأمزجة والصحة والمرض ….الخ

 

أصبح الناس لا يستمتعون بحياتهم المفردة وعزلتهم أو اجتماعتهم أو حفلاتهم ولايعيشونها ولا يشعرون بها ، لأنهم مشغولين بتصويرها ونقلها للناس من باب التباهيوالمتعة..

 أين المتعة وأنت لم تعشها حقيقةً..؟!

هنا ُأشير للمرض والإعتلال ، فكم من مصاب بالحسد والعين وكان السبب كثرة التصويرفي السناب شات.. 

وتذكر أن من ضمن المتابعين الفقير والمريض والمتأزم والمكتئب وصاحب النفسيةالمريضة ؛ فلتكن على حذر في صورك ومقاطع الفيديو التي تُنشر .. 

دقّق في جُملك وعباراتك ؛ حتى لا تجرح ولا تؤلم ، وتأدب في اللفظ ، فقبل أن يكونهناك متلقي لسنابك هناك الرقيب الحسيب الذي سيسألك عن كل ماتنشرهُ.. قال الله تعالى : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَْيهِم َألْسنَتُهُم وََأيْدِيهِم وََأ ْرجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة النور٢٤..

لنكن أكثر مصداقية مع أنفسنا قبل الآخرين عند استخدامنا للسناب ، فأنت لا تكذبعلى الآخر بل تكذب على نفسك ، أنت لا تُغالط الآخر أنت تُغالط نفسك ، شارك أحبابكوأصدقائك أجمل لحضات حياتك وكن معتدلا ًفي ذلك ، لا إفراط ولا تفريط ، تجنب نشرالسيء منك فالمتلقي لا ذنب له كي يتأذى ويتحمل حماقاتك وسوءك ، ولا تساهم فيتعكير مزاجهُ..

 لا ترفع كاميرا جوالك في الأماكن العامة المكتضّة بالناس وخاصة المناسبات والحفلاتوالاجتماعات فهناك بشر محافظين لا يحبون التصوير ؛ إحترم نفسك قبل أن تحترمهم..

……

الكاتبة: أحلام أحمد بكري 

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى