( سقوط بشار .. وتبريرات ايران)

أكدت الأحداث العسكرية، والسياسية التي مرت بها المنطقة مؤخراً، وخاصة ماحدث في لبنان منذ عدة أشهر، وقبلها ماكان يحدث ولازال في غزة، وثالثة الأثافي ماحدث في سوريا من إنقلاب سياسي عسكري تمكنت فيه الفصائل السورية من طرد بشار، والاستيلاء على السلطة في دمشق، أقول أكدت هذه الأحداث كذب، وتماهي النظام الايراني مع هذه الاحداث، ومحاولة الخروج بمكاسب منها ، أو على الأقل حفظ ماء وجهها أمام ذيولها في المنطقة .
ماحدث في غزة من توريط لحركة حماس في 7 اكتوبر وما سُميَ بطوفان الاقصى من ايران، ودفع هذه الحركة في هجوم حمساوي على تجمع اسرائيلي كان وبالاً على غزة، وعلى الفلسطينيين بشكل عام، ولازالوا يتجرعون فيه الهزيمة، والقتل، والتدمير الذي لحق بغزه، وأهلها، وبنيتها التحتية .
إمتدت آثار ذلك العدوان الذي خططت له ايران ، وورطت فيه حماس ، والفلسطينيين ، والعرب بشكل عام ، الى لبنان ، وبالتحديد لذيلها هناك حزب اللات وزعيمه زميره ، وكان أيضاً أثر تلك الحرب ، أو العدوان الاسرائيلي موجعاً ، بل قاتلاً ومبيداً لذيل ايران في لبنان ، حيث هلك مايقارب ال 80 من قوة هذا الحزب ، بما في ذلك قياداته الميدانية ، والسياسية! وزعمت ايران زوراً وبهتاناً أن كل ما خططت له في لبنان يأتي دعماً لغزة!! ، وهي مزاعم ، وأكاذيب باطلة لم تنطلي على أحد ، حتى على أذنابها وذيولها في المنطقة التي عرِفت أن ايران غسلت يدها من تلك التوريطات التي أهلكت تلك الذيول ، وجعلتهم شذراً مذرا .
ثالثة الأثافي ماحدث في سوريا وتطوراتها ، ولعل أهمها وأجدرها قيمة ليس للسوريين فقط ، بل للعرب جميعاً ، هو سقوط نظام الاسد المجرم الذي تتوالى الأخبار عن الجرائم التي كان يرتكبها النظام ضد الشعب السوري ، وما كان يصدره نظام الأسد للعالم العربي ، وتحديداً للمملكة ، ودول الخليج من مهربات ومخدرات ، الهدف منها تدمير شعوب هذه الدول ، واستفادة النظام من العائد المالي لهذه التجارة المحرمة دولياً ، خلاف ما كان ينفذه النظام من عمالة ودسائس ، ومؤامرت ضد المملكة ، والعرب بشكل عام ، ناهيك بأن هذه الاسرة ( الاسد ) وحكومتها كانت بمثابة رأس رمح لطهران ، ونظام الملالي ، فهي أي سوريا كانت تمثل مقدمة دول المماتعة ، وهي العرين الحامي لها بعد ايران ، حيث تدار فيها كل التدريبات ، والمؤامرت ، وعمليات الاغتيال لكل من يعارض او يقف في وجه المخطط الايراني في المنطقة.
الشاهد من هذا المقال هو ماتقوم به ايران من محاولات تبرير لهزيمتها في سوريا ، ولبنان ، وغداً بمشيئة الله في صنعاء ، وسيعقبها بعد ذلك تحرير بغداد ، وطرد مليشيات ايران في العراق ، بل القبض عليهم ومحاكتهم بمشيئة الله ، وستتم محاكمة أذيال ايران في العراق من المالكي الى مقتدى الصدر ، وستمتد بمشيئة الله عدالة السماء لكل من أراق دماً عراقياً سنياً نتيجة حقد وعمالة ايرانية، وبعد ذلك ستدور الدوائر على نظام الملالي ، وسيسقطه الشعب الايراني الذي أذاقه نظام الملالي الويلات ، وهو لايختلف عن نظام بشار ، بل يتجاوزه بكثير ! .
وإتساقاً مع ماتزعمه ايران ، وتبريرها من عدم وقوفها لمساعدة الأسد ، ومنع سقوط نظامه ، هو خروج مرشدها علي خامئني بتصريحات زعم فيها أن مخابرات بلاده أشعرت الاسد منذ مايزيد عن شهرين بخطورة مايحدث ضده ، ولكنه لم يلقي بالاً لتلك التحذيرات التي زعمها خامئني ، وهي شهادة أتت من رأس نظام ملالي طهران بأنها وراء دعم حكومة دمشق ، وماتقوم به أسرة الاسد من قتل وتدمير لكل الشعب السوري المكلوم، كما صرح أيضاً في هذا السياق رئيس الحرس الثوري قائلاً انه من الصعوبة الدفاع عن نظام بشار من قبلهم بينما كان جيشه يفر هارباً من أمام الفصائل السورية المقاتلة !.
أذاً نحن أمام تبريرات مهزومة ومزاعم ايرانية هي تأكيداً لما تحيكه ايران ضد دول المنطقة ، وماوقع على إثر توريط أذنابها في معارك خاسرة ، ورطتهم فيها وتركتهم لمواجهة مصيرهم المحتوم ، وهو الخسارة والخذلان .
إن ماصرح به خامئني ، ورئيس حرسه الثوري يزيح القناع ، ويكشف الغطاء عن نظام طهران ، وعلاقته بما يحدث من حروب ، وتغريره لأذنابه ، وذيوله ، ويثبت الأن جلياً أن نظام طهران هو وراء كل مايحدث من تدمير ، وإضطراب في المنطقة، ولعل مايؤكد ذلك إعتراف خامئني، ورئيس حرسه الثوري ، من رسائلهما التحذيرية لنظام دمشق البائد ، وذلك في محاولة لمنع سقوطه ، وبالتالي سقوط ماتسمى بدول المماتعة ، وذيول ايران في المنطقة ، وهو ما سيوقع ايران بمشيئة الله في شر أعمالها ، وسيكون سقوطها وزوالها قريباً ، وجزاؤها سيكون من جنس عملها ،،
محمد سعد الربيعي
كاتب رأي