في ظلال المشهد المسرحي
سأثري المسرح كلمة وفكرة

سأثري المسرح كلمة وفكرة
في عالم تتسارع فيه الخطى نحو التقنيات المتعددة والصور المتكررة، يبقى” المسرح” أحد أكثر الفنون صدقًا وإنسانية. إنه الفن الذي يضع الإنسان في مركز الحكاية، صوتًا وجسدًا، فكرًا وشعورًا. ومن هنا، تنبع قناعتي العميقة بأن إثراء المسرح لا يتحقق إلا عبر الكلمة التي تضيء، والفكرة التي تُوقظ ..
نختار الحرف ،ثم نجيد صياغته ،ونلعب على أوتار القلوب المستمتعة بالرواية ،ونخاطب العقول التي تفهم العبارة قبل شرحها …
حين أكتب، أضع نصب عينيّ أن تكون كل كلمة لبنة في بناء فكرة، وأن تكون كل فكرة جسرًا يصل المسرح بحياة الناس، بقلقهم اليومي، وأحلامهم المؤجلة، وصراعاتهم الصامتة. فالمسرح ليس انعكاسًا فقط، بل فعل وعي وتحريض على التفكير ..
ففي “مسرحية “اللقاء بين سطرين (2023) ”، حاولت أن أخلق حوارًا حيًا بين شخصية تراثية وأخرى معاصرة، في محاولة لربط الماضي بالحاضر، والكلمة بالأثر…
أما “أجنحة الأمل(2024) ”، فكان عملاً دراميًا شبابيًا تناولت فيه صراع الأحلام مع الواقع، وكيف تبقى الإرادة أقوى من الظروف…
وفي رواية“حين بكت الشجر)2022( ” ذهبتُ إلى أعماق الفقد، والحنين، والبحث عن الهوية وسط الألم….
اخترت أن يكون لي مسرحًا خاصًا، لا يشبه سواه، أحلم به، فضاءً ثقافيًا نابضًا أُثريه بالفكرة العميقة والحرف الصادق. مسرحًا لا يُقام على الخشبة فقط، بل على الرؤية، والهوية، والرسالة، ليس مسرحًا عاديًا،بل مسرحًا بلونًا مختلف، بطابع فريد، يشبه ذائقة جمهوره ويجذبهم إليه، لا لمجرد الفرجة، بل للتفاعل، والتأمل، والحب. أريده مكانًا يخرج منه الناس وهم أكثر ارتباطًا بالهوية، وأكثر إيمانًا بقوة الفن حين يُقال بصدق…..
أسعى لأن يكون “مسرح احتراز – ”كما أحب أن أسميه – مساحة فنية مهيأة بعناية، بفريق يؤمن بالكلمة ويمنحها جسدًا حيًّا. هو المسرح الذي لا يكتفي بعرض الروايات، بل يحكيها …القديمة منها التي تنام
في كتب التاريخ، والجديدة التي تنبض في شوارعنا وحكاياتنا اليومية…..
وها أنا أضع حلمًا جديدًا في طريق التحقق أثريه بالفكرة، والحرف وأجهزة بفريق يؤمن أن المسرح ليس عرضًا لحكاية فقط بل حياة كاملة تروى بكل صدق سيكون هذا المسرح مساحة تحكي الرويات القديمة والجديدة ،وتجمع بين التراث والواقع ،ويجذب الناس إليه بلونه المختلف وطابعه الذي يشببه …..
لقد نُسجت الاستاذة اماني
كلمات هذا المقال بحرفية عالية، وملأت رؤاه بعمق فكري وشغف مسرحي صادق.
وفي زمن تتراجع فيه الكتابة المسرحية الموضوعية يأتي هذا المقال ليعيد الاعتبار لفن المسرح كصوت للإنسان، ومرآة لروحه، ومنبر لأحلامه وآلامه.
إنه ليس مجرد سرد لمسيرة فنية، بل هو بيان ناضج لرؤية متفرّدة تؤمن بأن المسرح
لا يُبنى فقط على الخشبة، بل في الوجدان والهوية والفكرة.
كل سطر فيه يعكس إيمانًا عميقًا بقوة الكلمة وصدق التعبير، وكل عمل مسرحي ذُكر هو شاهد حيّ على التزام فني وإنساني يُلهم ويُحرّك.
أُحيّي هذا النفس الإبداعي، وهذه الرغبة النبيلة في خلق “مسرح مختلف”، يُنصت للناس ويتحدث عنهم، ويزرع فيهم الأمل والفكر والجمال.
مقال يستحق الإشادة، والكاتبة تستخق كل التقدير