( زيارة ولي العهد للقاهرة )

محمد سعد الربيعي
( زيارة ولي العهد للقاهرة )
تعد زيارة سمو سيدي ولي العهد للقاهرة التي تمت مساء يوم الثلاثاء 15 اكتوبر ، من أهم زيارات سموه الكريم للمنطقة ، خاصة والمنطقة تشهد حرب غزة ولبنان ، وما يصاحب هذه الحرب من تدخلات ايرانية في لبنان وغيرها ، ولعل أهمية هذه الزيارة تأتي في ظل توقيت وتطورات المنطقة الجيوسياسية المختلفة ، وأحداثها المستقبلية ، ولما تمثله المملكة من ثقل دولي وإقليمي في العالم ، وخاصة والمملكة منذ أن نشبت الحرب في غزة ، وما سمي بطوفان الاقصى ، وهي تذرع العالم طولاً وعرضا ، في شرح القضية الفلسطينية ، وإقناع دول العالم بالإعتراف بدولة فلسطين ، ووقف الإعتداءات الإسرائيلية ، وشرح قضيتها للعالم ، و ما تمر به منذ اندلاع حرب غزة ، وما يصاحب ذلك من جهد دبلوماسي كثيف تمارسه المملكة ، في العالم ، ويعطي ذلك الجهد أهمية لما تقوم به ، من أجل إيجاد الحلول السلمية للقضية الفلسطينية ، وإحلال السلام في المنطقة ، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 67 ، وتكون القدس الشرقية عاصمة لها .
وقد بذلت المملكة جهوداً جبارة بعد 7اكتوبر ، وعقدت قمم عربية ، ورأست لجان سياسية توجهت للعواصم العالمية ، كان يرأسها وزير الخارجية الامير / فيصل بن فرحان ال سعود ، بالإضافة لما قامت به من جهد دولي ( المملكة ) بعد اجتماعات هيئة المتحدة الأخيرة ، حيث سعت المملكة ، وكونت تحالفاً دولياً ، تجاوز عدده ثمانون دولة من أجل إحلال السلام في الشرق الاوسط ، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية ، وسيكون مقر واجتماع هذا الحلف بالعاصمة السعودية في الايام المقبلة بمشيئة الله .
بالطبع ستشهد زيارة سمو سيدي ولي للعهد للقاهرة ، واجتماعه بالرئيس المصري / عبدالفتاح السيسي بحث الملفات ، والتحديات المختلفة ، التي تواجهها المنطقة ، وما قد تشهده مستقبلاً في ظل هذه الاوضاع المضطربة التي تقودها ايران ، وتدخلاتها في المنطقة كما اشرت في لبنان وغزة ، والعالم العربي بشكل عام .
يهم المملكة العربية السعودية استقرار مصر ، وكذلك أمنها حيث يعد ويشكل مع أمن المملكة أهم مقومات الامن القومي العربي ، وعلاقة المملكة مع مصر علاقات مثمرة ، وعالية المستوى عربياً ، وإقليمياً ، ودولياً ، والمملكة تقود المشروع التنموي الآن في المنطقة ، وهو مايهم مصر أيضاً ، حيث من المتوقع أن يتم توقيع بعض الاتفاقيات بين الرياض والقاهرة ، وإيجاد شراكات اقتصادية كبيرة بين الدولتين ، خاصة وأن المملكة تعد شريكاً قوياً في الاستثمارات المصرية .
ما أود أن أشير له هنا وفي عجالة مختصرة أن دولتنا المملكة العربية السعودية ، وبقيادتها الرشيدة ، تعمل على حل كل المشاكل في الوطن العربي ، وتسعى بشكل دايم للم الصف العربي ، وهي تعمل جاهدةً على حفظ أمنه الوطني والإقليمي ، ولم تبخل على الدول العربية منذ قيام المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لا بالمال ولا بالمدد البشري ، حيث شاركت في الدفاع عن الدول العربية التي تعرضت للحروب ، ولازالت تعمل على استقرار المنطقة ، وجهود ولي العهد الامير / محمد بن سلمان يحفظه الله ، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمد الله في عمره ، أقول انما هي إمتداد لذلك النهج السعودي الذي يعمل جاهداً في استقرار وأمن الدول العربية ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق قائد مسيرتنا وملهم رؤيتنا ولي عهدنا بالتوفيق والحفظ من الله عزوجل ،،،
كاتب رأي