كُتاب الرأي

(زيارة رئيس البرلمان الايراني للبنان )

محمد سعد الربيعي

(زيارة رئيس البرلمان الايراني للبنان )

لاتزال ايران تحاول ابتزاز العالم ، وتظهر تعاطفها مع لبنان ، التي دمرتها نتيجة التهور الذي مارسها ذيلها هناك ، وتدعي زوراً وبهتانا ، ( ايران) أن مايحصل في لبنان هو دعماً ودفاعاً لغزة ، التي محيت عن الارض !؟ ولقي على إثر هذه الحرب التي تديرها ايران في لبنان ، نفوق رأس فتنتها نصر اللات ، الذي لقي حتفه هو وقياداته ، نتيجة خيانات ، قادتها عناصر ايرانية ، ثورية ، وقيادية ، ومؤثرة في نظام طهران! .
ورغم التهديدات الاسرائيلية الموجهة لايران ، وفي مواقع لم يعلن عنها ، الا أن الوضع قد أخذ منحنيات أخرى ، نتيجة الضغوط الامريكية التي مارستها على اسرائيل وأعطت الضوء الاخضر لايران ، بمحدودية ذلك الهجوم الاسرائيلي ، أو ماتسميه ايران مغامرات نتنياهو .، وهو ماجعلها ( ايران ) ترسل اليوم رئيس برلمانها لزيارة لبنان ، في تهكم واضح ، ومزري في نفس الوقت ، لما وصلت له الحالة السياسة في لبنان.
ايران ورغم هزيمتها في لبنان ، وفي كل مكان تتواجد فيه أذيالها ، وتعرُضها لضربات موجعة اسرائيلية! وعدم قدرتها على المواجهة ، الا أنها لازالت تراهن على حزبها في لبنان ، وتعمل على إعادة الحياة له ، وهو مايعد انتهاكاً صارخاً لسيادة هذه الدولة اللبنانية التي أصبحت في مهب الريح بين تدخل ايراني بحزب فقد قوته وسلطته ، وبين سياسيين امتهنوا الخيانة ، والعمالة لايران ، وباعوا قضيتهم في لبنان بثمن بخس!؟
إن زيارة محمد باقر للبنان اليوم ، وتنقله لبعض المواقع التي قصفتها اسرائيل ، ومنها ماتعرض له القيادي وفيق صفا ، الذي يعد ماكينة نقدية متنقلة لحزب اللات ، من تهريب مخدرات ، وعمولات ، وأتاوات يفرضها الحزب على أثرياء وتجار لبنانيين وغيرهم ، وبعض المواقع الاخرى التي اُستهدف فيها قيادات حزبية ، أقول أن هذه الزيارة تمثل تحدياً سافراً للشعب اللبناني المكلوم ، وكذلك لحكومة لبنان المهترئة ، والخانعة لماتبقى من أشلاء حزب اللات هناك ، ونبيه بري الذي لايزال يمثل ايران لبنانياً! ولايوجد بمحياه ذرة حياء يواجه بها الشعب اللبناني ، كما تعد هذه الزيارة إنتهاكاً لسيادة دولة لبنان ! وإمتداداً لما تعتبره ايران أن لبنان مقاطعةً ايرانية ، وجزءً من جمهورية ايران الاسلامية!؟
وتأسيساً على ذلك تدل المؤشرات التي توضحت في الوقت الراهن ، موافقة اسرائيل على الضغوط الامريكية بعدم ضرب المنشآت الايرانية المهمة ، وتبديل تلك المواقع بمواقع اخرى أقل أهمية وخسارة للجانب الايراني .
اذاً أتت زيارة باقر بعد اطمئنان ايران من ردة الفعل الاسرائيلية ، التي كان من المتوقع أن تكون سريعة وخاطفة وسرية للغاية ، ولكنها بدأت في التدحرج ، وربما تتم في ظل اتفاق قادته امريكا تحت مزاعم أن ضرب ايران سيؤدي لنشوب حرب اقليمية ! ، بينما هي تخشى على ايران من تدمير اسرائيلي كان متوقعا على منشآتها النووية ، في تبديل المواقع واستهداف مواقع ايرانية متفق عليها بين الجانبين الاسرائيلي والايراني!؟
وإن حدث مثل هذا فهو المتوقع ، وهذا يدل على التخادم بين نظام طهران ، واسرائيل ، وبما يؤكد أن ماحدث في غزة وتوريط الحمساويين ، واغتيال هنية ، ومايحدث في لبنان الان ، ماهي الا ، خيانة طهران للقضايا التي مافتئت تدعي انها قضايا مصيرية لديها وتقاتل اسرائيل من اجلها ! تكون نهايتها عمالة ، وخيانة نظام طهران بأكمله ، الذي يختبيء تحت قلنسوات يهودية !؟

كاتب رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى